الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4446 4723 - حدثني طلق بن غنام، حدثنا زائدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أنزل ذلك في الدعاء. [6327، 7526 - مسلم: 447 - فتح: 8 \ 405]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مختف بمكة، كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن فإذا سمعه المشركون سبوا القرآن ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم: ولا تجهر بصلاتك [الإسراء: 110] أي: بقراءتك، فيسمع المشركون، فيسبوا القرآن، ولا تخافت بها [الإسراء: 110] عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك سبيلا [الإسراء: 110].

                                                                                                                                                                                                                              ويأتي في التوحيد، وأخرجه مسلم أيضا والنسائي والترمذي .

                                                                                                                                                                                                                              ثم ذكر عن عائشة رضي الله عنها ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قالت: أنزل ذلك في الدعاء.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 566 ] أي: فسمت عائشة الصلاة دعاء، قال ابن التين: ولا يكاد يقع ذلك للقراءة، فيقال: إنما قيل صلاة؛ لأنها لا تكون إلا بدعاء، والدعاء صلاة. قلت: لكن أصلها الدعاء.

                                                                                                                                                                                                                              وذكر الواحدي في حديث عائشة - رضي الله عنها - كان أعرابي يجهر فيقول: التحيات لله، والصلوات والطيبات، يرفع بها صوته؛ فنزلت هذه الآية، وقال عبد الله بن شداد : كان أعراب بني تميم إذا سلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صلاته قالوا: اللهم ارزقنا مالا وولدا، ويجهرون؛ فنزلت. وروى ابن مردويه من حديث أشعث عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنها نزلت في الدعاء. وعن أبي [السمح] دراج عن أنصاري له صحبة مرفوعا: أنها نزلت في الدعاء. وعن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن أبي هريرة - رضي الله عنه: ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها نزلت في الدعاء والمسألة.

                                                                                                                                                                                                                              ورجح النووي رواية ابن عباس ، وقال: إنه الأولى والمختار، وقد علمت أنه روي عنه كمقالة عائشة رضي الله عنها.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية