الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1059 الأصل

[ 462 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه أسماء بنت أبي بكر قالت: أتتني أمي راغبة في عهد قريش فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أأصلها؟ قال: نعم .

التالي السابق


الشرح

هذا حديث صحيح أخرجه البخاري عن الحميدي عن سفيان، وأخرجه مسلم من غير وجه عن هشام، ورواه عن هشام جماعة منهم: زيد بن أبي أنيسة، وأنس بن عياض، وحماد، وأبو معاوية، وغيرهم.

وأم أسماء قتيلة بنت عبد العزى بن عبد الأسد قرشية، وهي أم عبد الله بن أبي بكر أيضا، ويقال أن أبا بكر -رضي الله عنه- كان قد طلقها في الجاهلية.

[ ص: 171 ] وقولها: راغبة أي: طالبة طائعة، ويروى في كتاب أبي داود : "قدمت علي راغمة مشركة" أي: كارهة الإسلام، وقيل: هاربة منه، وفي رواية في صحيح مسلم: "إن أمي قدمت علي وهي راغبة أو راهبة" ويجوز أن يريد وهي طائعة طالبة أو راهبة لشركها.

وقولها: "في عهد قريش" يعني: حين عاهدهم النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ومقصود الحديث أنه يجوز صلة المشرك والتصدق عليه، وفيه أن شرك الوالدين لا يمنع من مطلق البر إليهما، ويروى عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه; أن أبا بكر طلق امرأته -قتيلة- في الجاهلية وهي أم أسماء فقدمت عليهم في المدة التي كانت بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش فأهدت إلى أسماء قرطا وأشياء، فكرهت أن تقبل منها حتى أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت ذلك له; فأنزل الله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين الآية .




الخدمات العلمية