الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3778 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا حذيفة وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد بن عتبة وهو مولى لامرأة من الأنصار كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه حتى أنزل الله تعالى ادعوهم لآبائهم فجاءت سهلة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إن أبا حذيفة ) هو ابن عتبة بن ربيعة الذي تقدم صفة قتل والده قريبا . وقوله : ( تبنى سالما ) أي ادعى أنه ابنه ، وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى : ادعوهم لآبائهم فإنها لما نزلت صار يدعى مولى أبي حذيفة ، وقد شهد سالم بدرا مع مولاه المذكور ، والوليد بن عتبة والد هند قتل مع أبيه كما تقدم ، وسميت هند هذه باسم عمتها هند بنت عتبة ، قال الدمياطي : رواه يونس ويحيى بن سعيد وشعيب وغيرهم عن الزهري فقالوا : " هند " وروى مالك عنه فقال : " فاطمة " واقتصر أبو عمر في الصحابة على فاطمة بنت الوليد فلم يترجم لهند بنت الوليد ، ولا ذكرها محمد بن سعد في الصحابة . ووقع عنده فاطمة بنت عتبة ، فإما نسبها لجدها وإما كانت لهند أخت اسمها فاطمة . وحكى أبو عمر عن غيره أن اسم جد فاطمة بنت الوليد المغيرة ، فإن ثبت فليست هي بنت أخي أبي حذيفة ، ويمكن الجمع بأن بنت أبي حذيفة كان لها اسمان والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( مولى لامرأة من الأنصار ) هي ثبيتة بمثلثة ثم موحدة ثم مثناة مصغر بنت يعار بفتح التحتانية ثم مهملة خفيفة ، وقد تقدم في مناقب الأنصار أن سالما مولى أبي حذيفة ، وهي نسبة مجازية باعتبار ملازمته له ، وهو في الحقيقة مولى الأنصارية المذكورة ، والمراد يزيد الذي مثل به زيد بن حارثة الصحابي المشهور ، وسهلة هي بنت سهيل بن عمرو زوج أبي حذيفة . وقوله : " فذكر الحديث " سيأتي بيان ذلك في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية