الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1677 344 - حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا سفيان، قال عمرو عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ليس التحصيب بشيء، إنما هو منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إنه بيان حكم المحصب، وعلي بن عبد الله المعروف بابن المديني، وسفيان هو ابن عيينة، وعمرو هو ابن دينار، وعطاء هو ابن أبي رباح.

                                                                                                                                                                                  وأخرجه مسلم أيضا من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء عن ابن عباس نحوه، وأخرجه النسائي عن علي بن حجر عن سفيان، وأخرجه الترمذي عن ابن أبي عمر عن سفيان عن عمرو.. إلى آخره، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وذكر الدارقطني أن هذا حديث علي بن حجر، قال ابن عساكر : يعني تفرد به، وابن عيينة سمعه من حسن بن صالح عن عمرو، ولكن كذا قال ابن حجر، وهو وهم منه، فقد رواه ابن أبي عمر، وعبد الجبار بن العلاء، وجماعة غيرهما، ورواه الإسماعيلي من حديث أبي خيثمة، حدثنا ابن عيينة، حدثنا عمرو، وكذا رواه أبو نعيم الحافظ من طريق عبد الله بن الزبير، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو، فقد صرح أبو خيثمة، والحميدي عن سفيان بالتحديث من عمرو، فانتفى ما قاله الدارقطني، ولما روى الترمذي حديث ابن عمر قال: كان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأبو بكر، وعمر، وعثمان رضي الله تعالى عنهم ينزلون بالأبطح. قال: وفي الباب عن عائشة، وأبي رافع، وابن عباس.

                                                                                                                                                                                  (قلت): حديث عائشة أخرجه الأئمة الستة، وحديث أبي رافع أخرجه مسلم، وأبو داود من رواية سفيان بن عيينة عن صالح بن كيسان، عن سليمان بن يسار، عن أبي رافع قال: لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنزل الأبطح حين خرج من منى، ولكن جئت فضربت قبته فجاء فنزل.

                                                                                                                                                                                  (قلت): وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي أسامة، وأنس رضي الله تعالى عنهم، وأخرج البخاري حديثهم، وقال بعض العلماء: كان نزوله صلى الله عليه وسلم بالمحصب شكرا لله تعالى على الظهور بعد الاختفاء، وعلى إظهار دين الله تعالى بعدما أراد المشركون من إخفائه، وإذا تقرر أن نزول المحصب لا تعلق له بالمناسك، فهل يستحب لكل أحد أن ينزل فيه إذا مر به، يحتمل أن يقال باستحبابه مطلقا، ويحتمل أن يقال باستحبابه للجمع الكثير، وإظهار العبادة فيه إظهارا لشكر الله تعالى على رد كيد الكفار، وإبطال ما أرادوه، والله أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية