الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4461 [ ص: 615 ] 3 - باب: قوله: فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى [طه: 117]

                                                                                                                                                                                                                              4738 - حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " حاج موسى آدم، فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال: قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني أو قدره علي قبل أن يخلقني؟!" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "فحج آدم موسى". [انظر: 3409 - مسلم: 2652 - فتح: 8 \ 434]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة السالف: "حاج آدم موسى".

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فتشقى) فيه دلالة على وجوب نفقة الولد على الوالد، لإفراده بالذكر عن زوجه. وذكر البخاري الحديث المذكور كما سلف في قوله: واصطنعتك لنفسي يريد قول آدم: اصطفاك لنفسه. وذكره لحديث ابن عباس في صوم عاشوراء من هذين الحديثين لقوله فيه: أظهر الله فيه موسى على فرعون.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("أخرجت الناس من الجنة") فيه: إطلاق نسبة الشيء إلى من له تسبب فيه. والمراد بالجنة هنا جنة الخلد لا كما قال المعتزلة أنها بستان.

                                                                                                                                                                                                                              خاتمة:

                                                                                                                                                                                                                              روى ابن مردويه من حديث الوليد بن مسلم ، عن القاسم ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعا: "إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور: البقرة وآل

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 616 ] عمران وطه"
                                                                                                                                                                                                                              قال فالتمستها فوجدتها في البقرة: الله لا إله إلا هو الحي القيوم [البقرة: 255] وفي طه: وعنت الوجوه للحي القيوم [طه: 111] وفاتحة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم
                                                                                                                                                                                                                              [آل عمران : 2].

                                                                                                                                                                                                                              وذهبت طائفة إلى ترك التفضيل بين أسماء الله، والمراد بالأعظم: (إذا) وقع في خبر: عظيم. وحكاه ابن بطال عن جماعة. والحديث السالف -أي: إنه من كتاب الله أعظم- يرده.

                                                                                                                                                                                                                              وفي الترمذي أنه في هاتين الآيتين: وإلهكم إله واحد [البقرة: 163] و الله لا إله إلا هو الحي القيوم الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم [آل عمران : 1 - 2] وعنده أيضا أنه - عليه السلام - سمع رجلا قال: اللهم إني أسألك بأنك الله الذي لا إله إلا هو، أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد فقال - عليه السلام: "قد دعا الله بالاسم الأعظم".




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية