الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4189 حدثنا يحيى بن خلف حدثنا عبد الأعلى عن محمد يعني ابن إسحق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم صدعت الفرق من يافوخه وأرسل ناصيته بين عينيه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( كنت إذا أردت أن أفرق ) : الفرق الفصل بين الشيئين ، والمعنى إذا أردت أن [ ص: 189 ] أقسم شعر رأسه الشريف قسمين أحدهما من جانب يمينه والآخر من جانب يساره ( صدعت ) : أي شققت ( الفرق ) : بسكون الراء وهو الخط الذي يظهر بين شعر الرأس إذا قسم قسمين وذلك الخط هو بياض بشرة الرأس الذي يكون بين الشعر ( من يافوخه ) : في القاموس حيث التقى عظم مقدم الرأس ومؤخره انتهى .

                                                                      وقال الأردبيلي : من يافوخه أي من أعلى طرف رأسه وذروته انتهى .

                                                                      ( وأرسل ناصيته بين عينيه ) : وفي بعض النسخ أرسلت . قال القاري أي محاذيا لما بينهما من قبل الوجه .

                                                                      وقال الطيبي والمعنى كان أحد طرفي ذلك الخط عند اليافوخ والطرف الآخر عند جبهته محاذيا لما بين عينيه وقولها وأرسلت ناصيته بين عينيه أي جعلت رأس فرقه محاذيا لما بين عينيه بحيث يكون نصف شعر ناصيته من جانب يمين ذلك الفرق ، والنصف الآخر من جانب يسار ذلك الفرق انتهى .

                                                                      وقال الأردبيلي : معنى الحديث أن عائشة قالت : جعلت أحد طرفي الخط الممتد عن اليافوخ عند جبهته محاذيا لما بين عينيه بحيث يكون نصف شعر ناصيته من جانب ونصفه الآخر من جانب وهو المراد بقولها فأرسلت ناصيته بين عينيه . ويحتمل الإرسال حقيقة لقصر شعر الناصية انتهى .

                                                                      قال المنذري : في إسناده محمد بن إسحاق بن يسار وقد تقدم الكلام عليه .




                                                                      الخدمات العلمية