الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 369 ] فصل : يستحب للمصلي أن يجعل نظره إلى موضع سجوده . قال أحمد في رواية حنبل : الخشوع في الصلاة : أن يجعل نظره إلى موضع سجوده . وروي ذلك عن مسلم بن يسار ، وقتادة ، وحكي عن شريك ، أنه قال : ينظر في حال قيامه إلى موضع سجوده ، وفي ركوعه إلى قدميه ، وفي حال سجوده إلى أنفه ، وفي حال التشهد إلى حجره .

                                                                                                                                            وقد روى أبو طالب العشاري ، في الأفراد عن بعض الصحابة ، قال : { قلت يا رسول الله ، أين أجعل بصري في الصلاة ؟ قال : موضع سجودك . قال : قلت يا رسول الله ، إن ذلك لشديد ، إن ذلك لا أستطيع . قال : ففي المكتوبة إذا } . ويستحب أن يفرج بين قدميه ، ويراوح بينهما إذا طال جلوسه ، يعتمد على هذه مرة ، وعلى هذه مرة ، ولا يكثر ذلك ، لما روى الأثرم ، بإسناده عن أبي عبيدة قال : رأى عبد الله رجلا يصلي صافا بين قدميه ، فقال : لو راوح هذا بين قدميه كان أفضل . ورواه النسائي ، ولفظه : فقال أخطأ السنة ، ولو راوح بينهما كان أعجب إلي .

                                                                                                                                            قال الأثرم : رأيت أبا عبد الله يفرج بين قدميه ، ورأيته يراوح بينهما . وروي هذا عن عمرو بن ميمون ، والحسن ويحتمل أن يكون هذا عند طول القيام كما قال عطاء ، قال : إني لأحب أن يقل فيه التحريك ، وأن يعتدل قائما على قدميه ، إلا أن يكون إنسانا كبيرا لا يستطيع ذلك ، وأما التطوع فإنه يطول على الإنسان فلا بد من التوكؤ على هذه مرة وعلى هذه مرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية