الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4502 4780 - حدثني إسحاق بن نصر، حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، حدثنا أبو صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذخرا، بله ما أطلعتم عليه". ثم قرأ فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون [ السجدة: 17]. [ انظر: 3244 - مسلم: 2824 - فتح: 8 \ 515]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "أعددت لعبادي" الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              سلف في صفة الجنة ثم ساق أيضا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "قال الله. . " مثله. قيل لسفيان -يعني: أحد رواته-: رواية؟ قال: فأي شيء؟!

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساقه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -أيضا مثله وقال بعد: "ولا خطر على قلب بشر، ذخرا، من بله ما أطلعتم عليه". ثم قرأ فلا تعلم نفس الآية.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 107 ] قال أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قرأ أبو هريرة . ( قرات أعين ).

                                                                                                                                                                                                                              قوله: "بله" قال ابن التين: ضبطه بفتح الهاء، كأنه رآه فيها مثل كيف وأين، وفي بعضها بالكسر، وهو الظاهر ; لأنه يضاف إلى ما بعده مثل ( قبل ) و ( بعد ) إذا أضيفا خفضا. قيل: "بله" بمعنى ( كيف ) وبمعنى ( دع ) وبمعنى ( أجل )، كأنه يريد: دع ما أطلعتم عليه فإنه سهل أو يسير في جنب ما ادخرته لهم، وحكى الليث أنها بمعنى ( فضل )، كأنه يقول: هذا الذي غيبته عن علمهم فضل ما أطلعتم عليه منه. قال ابن فارس : وبله بمعنى ( سوى )، وبمعنى ( دع )، وذكر الحديث.

                                                                                                                                                                                                                              والأشبه أن يكون في هذا الحديث بمعنى ( سوى ) و ( غير )، لأجل أن في الحديث: "من بله".

                                                                                                                                                                                                                              أخفي لهم قراءة العامة، أي خفي لهم، وقرأ حمزة ويعقوب: ( أخفي ) مسكنة الياء، أي: أنا أخفي، وقراءة عبد الله : ( نخفي )، بالنون، وقرأ محمد بن كعب : ( أخفى لهم )، يعني: أخفى الله تعالى من قرة أعين، وقراءة العامة على التوحيد.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية