الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( حدثنا أحمد بن منيع ، أخبرنا يحيى بن زكريا ) : بالمد والقصر . ( بن أبي زائدة ) : اسمه خالد ، ويقال هبيرة ، بالتصغير . ( أخبرنا أبي عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة ، عن عائشة قالت : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة ) : قيل : كلمة ذات مقحمة ، وفائدتها دفع مجاز المشارفة ، وقيل : ذات الشيء نفسه وحقيقته ، والمراد به ما أضيف إليه أي خرج غداة أي بكرة ، فإن العرب يستعملون ذات يوم وذات ليلة ويريدون حقيقة المضاف إليه نفسه . ( وعليه مرط ) : بكسر فسكون ، وهو كساء طويل واسع من خز أو صوف أو شعر أو كتان يؤتزر به ، ولذا بينه بقوله : ( من شعر ) : وفي نسخة صحيحة " مرط " ، وفي نسخة بالفتح على أنه مجرور لكونه صفة شعر ، والجملة حال من فاعل " خرج " ، قال ابن حجر : وليس في الحديث ما يدل على أنه اشتمل اشتمال الصماء ، خلافا لمن وهم فيه ، انتهى . لكن نسبه ميرك إلى الجزري وهو إمام في النقل ، وقد كان صلى الله عليه [ ص: 150 ] وسلم يأتزر به ويلقي بعضه على الكتفين ، وليس في كلامه أن للحديث دلالة عليه بل نقل مستقل وصل إليه ، وروى الشيخان : كان له صلى الله عليه وسلم كساء ملبد يلبسه ، ويقول : " إنما أنا عبد ألبس كما يلبس العبد " . قال ميرك : اعلم أن مسلما وأبا داود أخرجا هذا الحديث بلفظ : خرج صلى الله عليه وسلم ذات غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود . واختلف في ضبط مرجل ، فقال بعضهم : هو بالجيم المشددة . وقيل في معناه وجوه : أحدهما أنه قيد به لكونه لبس الرجال ، والثاني أن المراد أن فيه صور الرجال ، ولا يصح ، والثالث قال القاضي عياض : يعني عليه صور المراجل أي القدور ، واحدها مرجل . وضبطه الأكثرون بالحاء المهملة المشددة ، قال النووي : الصواب أنه بالحاء المهملة ، وهكذا ضبطه المتقنون ، ومعناه الموشى المنقوش عليه صور الرحال ، ولا بأس به ، وإنما المحرم صور الحيوان . قال في القاموس : الوشي نقش الثوب . وكذا قاله البيضاوي ، وقال الجزري : المراد اختلاف الألوان التي كانت فيه ; إذ الأرحل من الخيل هو الأبيض الظهر ومن الغنم الأسود الظهر فكأنه كان موشى أي منقوشا ، وهذا أقرب إلى ما كان يلبسه . أقول فوصفها بالأسود لأجل أن السواد فيه أغلب ، ووقع في روايتهما من الزيادة ، فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية