الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  7493 - حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، ثنا عبد الله بن يوسف ، ثنا كلثوم بن زياد ، عن سليمان بن حبيب المحاربي قال : خرجت غازيا ، فلما مررت بحمص ، خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غنى للمسافر عنه ، فلما نظرت إلى باب المسجد ، قلت : لو أني دخلت فركعت ركعتين ، فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد ، وابن أبي زكريا ، ومكحول في نفر من أهل دمشق ، فلما رأيتهم أتيتهم فجلست إليهم ، فتحدثوا شيئا ، ثم قالوا : إنا نريد أبا أمامة الباهلي ، فقاموا وقمت معهم ، فدخلنا عليه ، فإذا شيخ قد رق وكبر ، وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره ، وكان أول ما حدثنا أن قال : إن مجلسكم هذا من بلاغ الله ، إياكم وحجته عليكم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغ ما أرسل به ، وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا ، فبلغوا ما تسمعون : " ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل : رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يدخله الجنة ، أو بما نال من أجر أو غنيمة ، ورجل دخل بيته بسلام ، ثم قال : إن في جهنم جسرا له سبع قناطر على أوسطهن القضاء ، فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى [ ص: 101 ] قيل له : ماذا عليك من الدين ؟ وتلا هذه الآية ولا يكتمون الله حديثا ، قال فيقول : يا رب علي كذا وكذا ، فيقال له : اقض دينك ، فيقول : ما لي شيء ، وما أدري ما أقضي ؟ فيقال : خذوا من حسناته فما زال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة حتى إذا أفنيت حسناته قيل قد فنيت حسناته ، يقال : خذوا من سيئات من يطلبه ، فركبوا عليه ، فقد بلغني أن رجالا يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات ، فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى لهم حسنة " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية