الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8521 ) فصل : فإن ادعى أحدهما أنه اشتراها من زيد بمائة ، وهي ملكه ، وادعى الآخر أنه اشتراها من عمرو ، وهي ملكه ، وأقام كل واحد منهما بدعواه بينة ، فهذه تشبه التي قبلها في المعنى ، فإن كانت في يد أحد المشتريين ، انبنى ذلك على الروايتين في تقديم بينة الداخل والخارج . وإن كانت في يديهما ، قسمت بينهما ; لأن بينة كل واحد منهما داخلة في أحد النصفين ، خارجة في النصف الآخر . وإن كانت في يد أحد البائعين ، فأنكرهما ، وادعاها لنفسه . فإن قلنا : تسقط البينتان . حلف ، وكانت له .

                                                                                                                                            وإن أقر بها لأحدهما ، صار الداخل ، إلا أن يقر له بعد أن يحلف أنها له . وإن قلنا : تقدم إحداهما بالقرعة . فهي لمن تخرج له القرعة مع يمينه . وإن قلنا : تقسم بينهما . قسمت ، ورجع كل واحد منهما بنصف ثمنها . وإن كان المبيع مما يدخل في ضمان المشتري بنفس العقد ، أو كان المشتري مقرا بقبضه ، فلا خيار لواحد منهما ولا رجوع بشيء من الثمن ; لاعترافه بسقوط الضمان عن البائع ، وإن كان من المكيل والموزون ، ولم يقبض ، فلكل واحد منهما الخيار في الفسخ والإمضاء ، فإن اختار أحدهما الفسخ ، لم يتوفر المبيع على الآخر ; لأن البائع اثنان ، بخلاف التي قبلها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية