الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 231 ] ( 46 ) ومن سورة الأحقاف

                                                                                                                                                                                                                              وقال مجاهد: تفيضون : تقولون. وقال بعضهم: أثرة وأثرة وأثارة: بقية علم. وقال ابن عباس: بدعا من الرسل : لست بأول الرسل. وقال غيره: أرأيتم هذه الألف إنما هي توعد إن صح ما تدعون لا يستحق أن يعبد، وليس قوله: أرأيتم : برؤية العين ; إنما هو أتعلمون أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هي مكية كما جزم به الثعلبي ، وفيها آيتان مدنيتان قال: أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به قال ابن عباس : نزلت في ابن سلام وابن يامين النضري وعمير بن وهب .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه قال الكلبي : نزلت بالمدينة، (والذين كفروا) أسد وغطفان وحنظلة بن مالك ، (والذين آمنوا) جهينة ومزينة وأسلم، وقال مقاتل : قوله: فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل نزلت بالمدينة، والأحقاف: رمال مستطيلة باليمن في حضرموت.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال مجاهد : تفيضون : تقولون ) أسنده: ابن أبي حاتم ، عن حجاج، عن شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح ، عنه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( أثرة وأثرة وأثارة: بقية من علم ). هو قول أبي عبيدة، [ ص: 232 ] وقال الحسن: الشيء يثار أي: يستخرج. وقال ابن عباس : هو الخط. ورفعه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال قتادة : خاصة من علم، يقال: لفلان عندي أثرة وأثرة، أي: شيء أخصه به، ومنه: أثرت فلانا على فلان، وقيل: خبر عن بعض الأنبياء، من أثرث الحديث ( ص ) ( وقال ابن عباس : بدعا من الرسل أي: لست بأول الرسل ) أسنده ابن المنذر ، عن غيلان، عن ابن أبي صالح ، عن معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عنه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال غيره: أرأيتم هذه الألف إنما هي توعد إن [ صح] ما تدعون لا يستحق أن يعبد، وليس قوله: أرأيتم ، برؤية العين، إنما هو: أتعلمون أبلغكم أن ما تدعون من دون الله خلقوا شيئا )؟!

                                                                                                                                                                                                                              قلت: وجواب الشرط محذوف، التقدير: إن كان هذا القرآن من عند الله وكفرتم به ألستم ظالمين؟ ويدل على هذا المحذوف قوله: إن الله لا يهدي القوم الظالمين .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية