الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( ولو ) ( أوضحه فذهب ضوءه ) مع بقاء حدقته ( أوضحه فإن ذهب الضوء ) فذاك ( وإلا أذهبه بأخف ممكن كتقريب حديدة محماة من حدقته ) أو وضع كافور فيها .

                                                                                                                            ومحل ذلك حيث قال أهل الخبرة : يمكن إذهاب الضوء مع بقاء الحدقة ، وإلا وجب الأرش ( ولو لطمه لطمة تذهب ضوأه غالبا فذهب لطمه مثلها ) لإمكان المماثلة ( فإن لم يذهب أذهب ) بالمعالجة كما ذكر .

                                                                                                                            ومحله في اللطمة فيما إذا ذهب بها من المجني عليه ضوء إحدى العينين أن لا يذهب بها من الجاني ضوء عينيه أو إحداهما مخالفة للمجني عليها أو مبهمة ، وإلا تعينت المعالجة فإن تعذرت فالأرش ( والسمع كالبصر يجب القصاص فيه بالسراية ) ; لأن له محلا مضبوطا ( وكذا البطش ) ولم يذكروا معه [ ص: 287 ] اللمس ; لأن الغالب زواله بزواله ، فإن فرض زواله مع بقاء البطش لم يجب فيه سوى حكومة ، ولا قود ( والذوق والشم ) والكلام يجب القصاص فيها بالسراية ( في الأصح ) ; لأن لها محال مضبوطة ولأهل الخبرة طرق في إبطالها ، والثاني يقول لا يمكن القصاص فيها

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            حاشية الشبراملسي

                                                                                                                            ( قوله : من حدقته ) هي السواد الأعظم الذي في العين والأصغر الناظر والمقلة شحم العين الذي يجمع السواد والبياض ذكره ابن قتيبة كذا بخط شيخنا ا هـ سم على منهج ، وقوله الأصغر هو بالغين المعجمة .

                                                                                                                            وفي القاموس : الناظر العين أو النقطة السوداء في العين أو البصر نفسه

                                                                                                                            ( قوله : أهل الخبرة ) أي اثنان منهم لأنها شهادة فلا يكتفى فيها بأقل من ذلك ، وعبارة حج محله في الإيضاح واللطم الآتي والمعالجة فيهما إن أمن بقول خبيرين إذهاب حدقته

                                                                                                                            ( قوله : أن لا يذهب ) أي بقول أهل الخبرة ( قول المصنف وكذا البطش ) قال الشيخ عميرة : هو يزول بالجناية على اليد أو الرجل [ ص: 287 ] والذوق بها على الفم والشم بها على الرأس

                                                                                                                            ( قوله : لأن الغالب زواله ) أي اللمس بزواله أي البطش

                                                                                                                            ( قوله : في إبطالها ) أي فإن لم يوجدوا فالخبرة للمجني عليه بين الانتظار والعفو على الدية



                                                                                                                            حاشية المغربي

                                                                                                                            ( قوله : وإلا وجب الأرش ) أي نصف الدية




                                                                                                                            الخدمات العلمية