الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  162 30 - حدثنا أبو اليمان ، قال: أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال: أخبرني عطاء بن يزيد ، عن حمران مولى عثمان بن عفان ، أنه رأى عثمان دعا بوضوء، فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ، ثم أدخل يمينه في الوضوء ، ثم تمضمض واستنشق واستنثر ، ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ، ثم مسح برأسه ، ثم غسل كل رجل ثلاثا ، ثم قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال: من توضأ نحو وضوئي هذا ، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة في قوله : ثم تمضمض .

                                                                                                                                                                                  ( بيان رجاله ) وهم خمسة: الأول أبو اليمان الحكم بن نافع، الثاني شعيب بن أبي حمزة، الثالث محمد بن مسلم الزهري، الرابع عطاء بن يزيد من الزيادة، الخامس حمران بن أبان والكل قد ذكروا.

                                                                                                                                                                                  ( بيان لطائف إسناده ) منها أن فيه التحديث والإخبار بصيغة الجمع والإفراد والعنعنة، ومنها أن فيه رواية حمصي عن حمصي وهما الأولان والبقية مدنيون .

                                                                                                                                                                                  وبقية الكلام سلفت في باب الوضوء ثلاثا ثلاثا، وقال الكرماني : ولا تفاوت بينهما أي بين الحديثين إلا بزيادة لفظ: ( واستنشق ) هاهنا وزيادة ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا ) قلت: ليس كذلك بل التفاوت بينهما في غير ما ذكره أيضا، فإن هناك "دعا بإناء"، وهاهنا "دعا بوضوء"، وهناك "فأفرغ على كفيه ثلاث مرار"، وهاهنا "فأفرغ على يديه من إنائه"، وهناك "فغسلهما ثم أدخلهما"، وهاهنا "فغسلهما ثلاث مرات"، وهناك "ثم أدخل يمينه في الإناء"، وهنا "في الوضوء"، وهناك "فمضمض"، وهاهنا "ثم تمضمض"، وهناك "ثم غسل رجليه"، وهاهنا "ثم غسل كل رجل". وهذه رواية المستملي والحموي، وفي رواية الأصيلي والكشميهني "ثم غسل كل رجل"، وفي رواية ابن عساكر : "كلتا رجليه" وهي الرواية التي اعتمدها صاحب العمدة . وفي نسخة "كل رجليه" والكل يرجع إلى معنى واحد، غير أن رواية "كل رجله" تفيد تعميم كل رجل بالغسل، قوله: "غفر الله له" هذه رواية المستملي، وفي رواية غيره "غفر له" على بناء المجهول. وزاد مسلم في رواية يونس في هذا الحديث قال الزهري : كان علماؤنا يقولون: هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ به أحد للصلاة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية