الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              ( فائدتان )

                                                                                                                              إحداهما قيل الحكمة في كون المكتوبات سبع عشرة ركعة أن زمن اليقظة من اليوم ، والليلة سبع عشرة ساعة غالبا اثنا عشر النهار ونحو ثلاث ساعات من الغروب وساعتين من قبيل الفجر فجعل لكل ساعة ركعة لتجبر ما يقع فيها من التقصيرات

                                                                                                                              ثانيتهما اختصاص الخمس بهذه الأوقات تعبد عند أكثر العلماء وأبدى غيرهم له حكما من أحسنها تذكر الإنسان بها نشأته إذ ولادته كطلوع الشمس ونشؤه كارتفاعها وشبابه كوقوفها عند الاستواء وكهولته كميلها وشيخوخته كقربها للغروب وموته كغروبها وفيه نقص فيزاد عليه وفناء جسمه كانمحاق أثرها وهو الشفق الأحمر فوجبت العشاء حينئذ تذكيرا بذلك كما أن كماله في البطن وتهيئته للخروج كطلوع الفجر الذي هو مقدمة لطلوع الشمس المشبه بالولادة فوجبت الصبح حينئذ لذلك أيضا وكان حكمة كون الصبح ركعتين بقاء كسل النوم والعصرين أربعا أربعا توفر النشاط عند هما بمعاناة الأسباب وكان حكمة خصوصها تركب الإنسان من عناصر أربعة وفيه أخلاط أربعة فجعل لكل من ذلك في حال النشاط ركعة لتصلحه وتعدله وهذا أولى وأظهر من قول القفال إنما لم يزد عليها ؛ لأن مجموع آحادها عشرة ولا شيء من العدد يخرج أصله عنها ، والمغرب ثلاثا أنها وتر النهار كما في الحديث فتعود عليه بركة الوترية { أن الله وتر يحب الوتر } ولم تكن واحدة ؛ لأنها تسمى البتيراء من البتر وهو القطع وألحقت العشاء بالعصرين لينجبر نقص الليل عن النهار إذ فيه فرضان وفي النهار ثلاثة لكون النفس على الحركة فيه أقوى

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              حاشية ابن قاسم

                                                                                                                              ( قوله : تركب الإنسان من عناصر أربعة ) التركيب من العناصر غير معلوم ولا ثابت كما تقرر في محله



                                                                                                                              حاشية الشرواني

                                                                                                                              ( قوله : فائدتان ) إلى قوله وما ذكروه في النهاية إلا قوله قيل وقوله وكان حكمة إلى والمغرب ( قوله : وكهولته كميلها ) فوجبت الظهر حينئذ تذكيرا لذلك و ( قوله : شيخوخته كقربها إلخ ) أي : فوجبت العصر حينئذ تذكيرا لذلك و ( قوله : وموته كغروبها ) أي فوجبت المغرب حينئذ تذكيرا لذلك شيخنا ( قوله : وفيه ) أي : فيما ذكر من الحكمة نقص أي لسكوته عن بيان حكمة اختصاص العشاء ، والصبح بوقتهما ( قوله : فيزاد عليه ) أي : على ما سبق عن الغير ( قوله : وفناء جسمه ) بالفتح ، والمد ، وأما بالكسر فاسم لما اتسع أمام الدار ع ش ( قوله : وكان حكمة خصوصها ) أي : الأربعة ( قوله : تركب الإنسان من عناصر أربعة ) التركب من العناصر غير معلوم ولا ثابت كما تقرر في محله سم ( قوله : من عناصر أربعة ) هي النار ، والهواء ، والتراب ، والماء ( وأخلاط أربعة ) هي الصفراء ، والسوداء ، والدم ، والبلغم كردي ( قوله : لكل من ذلك ) أي : من العناصر الأربعة ، والأخلاط الأربعة

                                                                                                                              ( قوله : وهذا ) أي قوله : وكان حكمة خصوصها إلخ ( قوله : عليها ) أي : على الأربعة ( قوله : ؛ لأن مجموع آحادها ) أي : آحاد الأربعة من الواحد ، والاثنين ، والثلاثة ، والأربعة ( قوله : عنها ) أي : عن العشرة ( قوله : والمغرب إلخ ) عطف على قوله الصبح ركعتين إلخ ( قوله : ؛ لأنها ) أي الواحدة ع ش




                                                                                                                              الخدمات العلمية