الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4363 حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد عن يونس عن حميد بن هلال عن النبي صلى الله عليه وسلم ح و حدثنا هارون بن عبد الله ونصير بن الفرج قالا حدثنا أبو أسامة عن يزيد بن زريع عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزة قال كنت عند أبي بكر رضي الله عنه فتغيظ على رجل فاشتد عليه فقلت تأذن لي يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أضرب عنقه قال فأذهبت كلمتي غضبه فقام فدخل فأرسل إلي فقال ما الذي قلت آنفا قلت ائذن لي أضرب عنقه قال أكنت فاعلا لو أمرتك قلت نعم قال لا والله ما كانت لبشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم قال أبو داود هذا لفظ يزيد قال أحمد بن حنبل أي لم يكن لأبي بكر أن يقتل رجلا إلا بإحدى الثلاث التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بعد إيمان أو زنا بعد إحصان أو قتل نفس بغير نفس وكان للنبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( حماد ) : هو ابن سلمة قاله المزي في الأطراف . وفي الخلاصة ناقلا عن أبي الحجاج المزي موسى بن إسماعيل انفرد عن حماد بن سلمة انتهى . أي لم يرو عن حماد بن زيد ( عن يونس ) : ابن عبيد ( عن حميد بن هلال ) : العدوي البصري من أجلة التابعين الثقات عن النبي صلى الله عليه وسلم أي في حكم هدر دم القاتل لمن سب النبي صلى الله عليه وسلم هكذا يفهم من سياق المقام . وحديث حميد بن هلال هذا أورده المزي في الأطراف في ترجمة نضلة فقال نضلة بن عبيد أبو برزة الأسلمي وله صحبة عن أبي بكر حديث " كنت عند أبي بكر فتغيظ على رجل فاشتد عليه " أخرجه أبو داود في الحدود عن هارون بن عبد الله ونصير بن الفرج كلاهما عن أبي أسامة عن يزيد بن زريع عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزة به ، وعن موسى عن حماد بن سلمة عن يونس عن حميد بن هلال عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وأخرجه النسائي في المحاربة انتهى . وأورده المزي أيضا في المراسيل فقال في ترجمة حميد بن هلال العدوي حديث د مثل حديث قبله عن أبي برزة قال كنت عند أبي بكر فتغيظ على رجل في ترجمة أبي برزة عن أبي بكر انتهى . قلت حماد بن سلمة وهم في هذا الحديث في الموضعين الأول أسقط واسطتين عبد الله بن مطرف وأبا برزة ، والثاني جعله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو متصل الإسناد بذكر عبد الله بن مطرف وأبي برزة من كلام أبي بكر دون النبي صلى الله عليه وسلم كما عند المؤلف بعد هذا وكذا عند أحمد في مسنده وقال النسائي : هذا الحديث أحسن الأحاديث وأجودها . وروى عن أبي برزة الأسلمي جماعة من التابعين كعبد الله بن قدامة بن عنزة وسالم بن أبي الجعد وأبي البختري وكلهم [ ص: 15 ] أسندوه وجعلوه من كلام أبي بكر رضي الله عنه وأحاديث هؤلاء عند النسائي في المحاربة ، وحماد بن سلمة ثقة أثبت الناس في ثابت البناني دون غيره وتغير حفظه بأخرة كذا قال الذهبي وابن حجر ( فتغيظ على رجل ) : قيل لأنه سب أبا بكر رضي الله عنه وعند أحمد والنسائي أغلظ رجل لأبي بكر ( فأذهبت كلمتي غضبه ) : هذا من قول أبي برزة أي أن كلامي قد عظم عند أبي بكر حتى زال بسببه غضبه ( فقام ) : أي أبو بكر ( فدخل ) : أي بيته ( فأرسل إلي ) : أي رجلا ( فقال ) : أي فجئته فقال لي ( ما الذي قلت آنفا ) : أي عند اشتداد غضبي على الرجل ( لو أمرتك ) : أي بضرب عنقه ( وهذا لفظ يزيد ) : أي قوله عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزة قال كنت عند أبي بكر إلخ هذا لفظ يزيد بن زريع ، وأما حماد بن سلمة فإنه قال عن يونس عن حميد بن هلال عن النبي صلى الله عليه وسلم والله أعلم ( قال أحمد بن حنبل إلخ ) : أي في شرح قول أبي بكر وهذه العبارة لم توجد في بعض النسخ .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .




                                                                      الخدمات العلمية