الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون

                                                                                                                                                                                                لمنكم : لمن جملة المسلمين، يفرقون : يخافون القتل، وما يفعل بالمشركين، فيتظاهرون بالإسلام تقية، ملجأ : مكانا يلتجئون إليه متحصنين به من رأس جبل أو قلعة أو جزيرة، أو مغارات : أو غيرانا، وقرئ بضم الميم، من أغار الرجل وغار، إذا دخل الغور. وقيل: هو تعدية غار الشيء وأغرته أنا، يعني: أمكنة يغيرون فيها أشخاصهم، ويجوز أن يكون من: أغار الثعلب، إذا أسرع، بمعنى: مهارب ومفار، أو مدخلا : أو نفقا يندسون فيه وينجحرون، وهو مفتعل من الدخول، وقرئ "مدخلا" من دخل، و"مدخلا" من أدخل: مكانا يدخلون فيه أنفسهم . وقرأ أبي بن كعب -رضي الله عنه-: "متدخلا"، وقرئ: "لو ألوا إليه" لالتجؤوا إليه يجمحون : يسرعون إسراعا لا يردهم شيء; من الفرس الجموح، وهو الذي إذا حمل لم يرده اللجام . وقرأ أنس -رضي الله عنه-: "يجمزون"، فسئل؟ فقال: يجمحون ويجمزون ويشتدون واحد.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية