الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
626 [ 483 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا مالك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم .

التالي السابق


الشرح

حمزة: هو ابن عمرو بن عويمر بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن [ ص: 199 ] سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة الأسلمي، أبو صالح، وقيل: أبو محمد.

روى عنه: أبو مراوح، وعروة، وسليمان بن يسار، وغيرهم مات سنة إحدى وستين وهو ابن ثمانين سنة .

والحديثان صحيحان داخلان في الموطأ وحديث عائشة أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك، ومسلم عن قتيبة عن الليث عن هشام، ورواه عن هشام كما رواه مالك: ابن جريج ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن عجلان وأيوب السختياني وشعبة والحمادان وزائدة وأبو أويس، ورواه الدراوردي وعبد الرحيم بن سليمان عن هشام عن أبيه عن عائشة عن حمزة الأسلمي، ورواه محمد بن إبراهيم بن الحارث وغيره عن عروة بن الزبير عن حمزة الأسلمي، ورواه أبو أسود عن عروة عن أبي مراوح عن حمزة الأسلمي وقد أخرجه مسلم في الصحيح من هذه الرواية أيضا واللفظ: أنه قال: يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح؟

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هي رخصة من الله، فمن أخذ بها فحسن، ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه.

وحديث أنس أخرجه البخاري عن القعنبي عن مالك، ومسلم عن يحيى بن يحيى عن أبي خيثمة عن حميد، وفي الباب عن [ ص: 200 ] أبي سعيد الخدري وعروة .

وقوله: "وكان كثير الصيام" يريد أنه كان لا يشق عليه الصوم لاعتياده.

وفي الحديثين دلالة ظاهرة على أن الصوم والإفطار جائزان في السفر خلافا لقول من قال: يسن الإفطار ويروى ذلك عن ابن عمر وابن عباس، وأيهما أولى؟

ذهب جماعة إلى أن الإفطار أولى وبه قال الأوزاعي وأحمد و [ذهب] آخرون إلى أن الصوم أولى وهم الأكثرون، هذا إذا أطاق الصوم; فأما من يجهده الصوم فالأولى له الإفطار، وفي مثله قال - صلى الله عليه وسلم -: "ليس من البر الصيام في السفر" وما روي أنه بلغه أن [بعض الناس قد صام] فقال -عليه السلام -: أولئك العصاة فقد حمله الشافعي على من يصوم ردا للرخصة ولا يرى الفطر مباحا، وقد قدمنا فيه غير هذا.




الخدمات العلمية