الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  163 31 - حدثنا آدم بن أبي إياس ، قال: حدثنا شعبة ، قال: حدثنا محمد بن زياد ، قال: سمعت أبا هريرة ، وكان يمر بنا والناس يتوضئون من المطهرة قال: أسبغوا الوضوء; فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال: ويل للأعقاب من النار.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقة الحديث للترجمة في قوله: "ويل للأعقاب من النار".

                                                                                                                                                                                  ( بيان رجاله ): وهم أربعة: الأول آدم بن أبي إياس بكسر الهمزة وتخفيف الياء آخر الحروف وقد مر، الثاني شعبة بن الحجاج وقد تقدم، الثالث محمد بن زياد بكسر الزاي وتخفيف الياء آخر الحروف أبو الحارث القرشي الجمحي المدني الأصل، سكن البصرة مولى عثمان بن مظعون بالظاء المعجمة، تابعي ثقة روى له الجماعة، الرابع أبو هريرة رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  ( بيان لطائف إسناده ) منها أن فيه التحديث والسماع، ومنها أنه من رباعيات البخاري، ومنها أن رواته ما بين خراساني وبصري ومدني .

                                                                                                                                                                                  ( بيان من أخرجه غيره ) أخرجه مسلم في الطهارة عن قتيبة وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب، ثلاثتهم عن وكيع، عن شعبة . وأخرجه النسائي فيه أيضا عن قتيبة، عن يزيد بن زريع، وعن مؤمل بن هشام، عن إسماعيل ابن علية كلاهما عن وكيع، عن شعبة .

                                                                                                                                                                                  ( بيان اللغات ) قوله: "المطهرة" بكسر الميم وفتحها الإداوة والفتح أعلى، ويجمع على مطاهر، وفي الحديث: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" . قوله: "أسبغوا الوضوء" من الإسباغ وهو إبلاغه مواضعه، وإيفاء كل عضو حقه، والتركيب يدل على تمام الشيء وكماله.

                                                                                                                                                                                  قوله: "للأعقاب" جمع عقب وقد مر تفسيره مستوفى.

                                                                                                                                                                                  ( بيان الإعراب ) قوله: "وكان يمر بنا" جملة وقعت حالا من مفعول سمعت، وهو قوله أبا هريرة، والضمير في كان يرجع إليه وهو اسمه. وقوله: "يمر بنا" جملة في محل النصب على أنها خبر له. قوله: "والناس" مبتدأ و"يتوضئون" خبره والجملة حال من فاعل كان، وهو إما من الأحوال المتداخلة، وإما من الأحوال المترادفة. قوله: "فقال" إلى آخره قائله أبو هريرة، ويروى قال بدون الفاء، فإن [ ص: 24 ] قلت: ما وجه إعرابه على الوجهين؟ قلت: وجه وجود الفاء أن تكون الفاء تفسيرية; لأنها تفسر قال المحذوفة بعد قوله أبا هريرة ; لأن تقدير الكلام سمعت أبا هريرة قال: وكان يمر بنا إلى آخره، وإنما قلنا ذلك; لأن أبا هريرة مفعول سمعت، وشرط وقوع الذات مفعول فعل السماع أن يكون مقيدا بالقول ونحوه كقوله تعالى: سمعنا مناديا ينادي ووجه عدم الفاء أن يكون قال حالا من أبي هريرة، والتقدير سمعت أبا هريرة حال كونه قائلا أسبغوا الوضوء. قوله: "فإن أبا القاسم" الفاء للتعليل، وأبو القاسم كنية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: "قال" جملة في محل الرفع على أنها خبر إن. قوله: "ويل للأعقاب من النار" مقول القول، وإعرابه مر غير مرة مع سائر أبحاثه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية