الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        811 - حدثنا علي بن شيبة ، قال : ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري ، قال : ثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرة ، [ ص: 132 ] عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : حدثني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد الأنصاري رأى الأذان في المنام ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : علمه بلالا " فقام بلال ، فأذن مثنى مثنى .

                                                        فهذا عبد الله بن زيد ، لم يذكر في حديثه الترجيع ، فقد خالف أبا محذورة في الترجيع في الأذان .

                                                        فاحتمل أن يكون الترجيع الذي حكاه أبو محذورة إنما كان لأن أبا محذورة لم يمد بذلك صوته ، على ما أراد النبي صلى الله عليه وسلم منه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ارجع وامدد من صوتك " هكذا اللفظ في الحديث .

                                                        فلما احتمل ذلك وجب النظر ، لنستخرج به من القولين قولا صحيحا ، فرأينا ما سوى ما اختلف فيه من الشهادة أن ( لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " لا ترجيع فيه ) .

                                                        فالنظر على ذلك أن يكون ما اختلفوا فيه من ذلك ، معطوفا على ما أجمعوا عليه ، ويكون إجماعهم ، أن لا ترجيع في سائر الأذان غير الشهادة يقضي على اختلافهم في الترجيع في الشهادة .

                                                        وهذا الذي وصفنا وما بيناه من نفي الترجيع ، قول أبي حنيفة رضي الله عنه ، وأبي يوسف ، ومحمد رحمهما الله تعالى .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية