الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 8677 ) مسألة : قال : ( وله إصابة مدبرته ) يعني : له وطؤها . روي عن ابن عمر ، أنه دبر أمتين ، وكان يطؤهما . وممن رأى ذلك ابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء ، والثوري ، والنخعي ، ومالك ، والأوزاعي ، والليث ، والشافعي . قال أحمد : لا أعلم أحدا كره ذلك ، غير الزهري . وحكي عن الأوزاعي ، أنه كان يقول : إن كان يطؤها قبل تدبيرها ، فلا بأس بوطئها بعده ، وإن كان لا يطؤها قبله ، لم يطأها بعد تدبيرها .

                                                                                                                                            ولنا ، أنها مملوكته ، لم تشتر نفسها منه ، فحل له وطؤها ; لقول الله تعالى : { أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } . وكأم الولد . ( 8678 )

                                                                                                                                            فصل : وابنة المدبرة كأمها ; في حل وطئها إن لم يكن وطئ أمها . وعنه ليس له وطؤها ; لأن حق الحرية ثبت لها تبعا ، أشبه ولد المكاتبة .

                                                                                                                                            ولنا ، أن ملك سيدها تام عليها ، فحل له وطؤها ; للآية ، وكأمها ، واستحقاقها للحرية لا يزيد على استحقاق أمها ، ولم يمنع ذلك وطأها . وأما ولد المكاتبة ، فألحقت بأمها ، وأمها يحرم وطؤها فكذلك ابنتها ، وأم هذه يحل وطؤها ، فيجب إلحاقها بها ، وكلام أحمد محمول على أنه وطئ أمها ، فحرمت عليه لذلك .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية