الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3794 - "الحج عرفة؛ من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع؛ فقد أدرك الحج ؛ أيام مني ثلاثة؛ فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه؛ ومن تأخر فلا إثم عليه"؛ (حم 4 ك هق)؛ عن عبد الرحمن بن يعمر ؛ (صح) .

التالي السابق


( الحج عرفة ) ؛ مبتدأ وخبر على تقدير مضاف من الجانبين؛ أي: "معظمه - أو ملاكه - الوقوف بها"؛ لفوت الحج بفوته؛ ذكره البيضاوي ؛ وقال الطيبي : تعريفه للجنس؛ وخبره معرفة؛ فيفيد الحصر؛ نحو: ذلك الكتاب ؛ (من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع) ؛ أي: ليلة المزدلفة؛ وهي ليلة العيد؛ سميت "ليلة جمع"؛ لأنه يجمع صلواتها؛ (فقد أدرك الحج) ؛ أي: من أدرك الوقوف ليلة النحر؛ قبل طلوع الفجر؛ فقد أدرك الحج؛ لأن وقت الوقوف بعرفة من زوال يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر؛ وبه قال عامة العلماء؛ وقال مالك : من فاته الوقوف نهاره؛ فاته الحج؛ (أيام منى ثلاثة) ؛ هي الأيام المعدودات؛ وأيام التشريق؛ ورمي الجمار؛ وهي الثلاثة بعد النحر؛ (فمن تعجل) ؛ النفر؛ (في يومين) ؛ أي: اليومين الأولين؛ (فلا إثم عليه) ؛ في تعجيله؛ وسقط [ ص: 407 ] عنه مبيت الليلة الثالثة؛ ورمى اليوم الثالث؛ و"تعجل"؛ جاء لازما؛ ومتعديا؛ (ومن تأخر) ؛ عن النفر في الثاني من التشريق؛ إلى الثالث؛ حتى نفر فيه؛ (فلا إثم عليه) ؛ في تأخيره؛ بل هو أفضل؛ والتخيير هنا وقع بين الفاضل؛ والأفضل.

(حم 4 ك) ؛ كلهم في الحج؛ (هق) ؛ كلهم؛ (عن عبد الرحمن بن يعمر ) ؛ بفتح المثناة التحتية؛ وسكون المهملة؛ وفتح الميم؛ الديلي؛ بكسر الدال المهملة؛ وسكون التحتية؛ صحابي نزل الكوفة ؛ قال: إن ناسا من أهل نجد أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة ؛ فسألوه؛ فأمر مناديا فنادى: "الحج عرفة..." ؛ ولم يضعفه أبو داود .




الخدمات العلمية