الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3939 حدثنا أبو بكر بن زنجويه بغدادي حدثنا عبد الرزاق أخبرني أبي عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف قال سمعت أبا هريرة يقول كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل أحسبه من قيس فقال يا رسول الله العن حميرا فأعرض عنه ثم جاءه من الشق الآخر فأعرض عنه ثم جاءه من الشق الآخر فأعرض عنه ثم جاءه من الشق الآخر فأعرض عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله حميرا أفواههم سلام وأيديهم طعام وهم أهل أمن وإيمان قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث عبد الرزاق ويروى عن ميناء هذا أحاديث مناكير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبو بكر بن زنجويه ) اسمه : محمد بن عبد الملك بن زنجويه ( أخبرني أبي ) هو همام بن نافع الحميري الصنعاني مقبول من السادسة ( عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف ) قال في التقريب : ميناء بكسر الميم وسكون التحتانية ، ثم نون ابن أبي ميناء الخزاز مولى عبد الرحمن بن عوف ، متروك ، ورمي بالرفض ، وكذبه أبو حاتم من الثانية ووهم الحاكم فجعل له صحبة . انتهى . [ ص: 305 ] قوله : ( أحسبه ) بكسر السين وفتحها أي : أظنه ( العن حميرا ) بكسر فسكون ففتح هو ابن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان أبو قبيلة من اليمن ، والمراد هنا القبيلة ، أي : ادع عليهم بالبعد عن الرحمة ( فأعرض عنه ) أي : عن الرجل بإدبار وجهه عنه " أفواههم سلام وأيديهم طعام " أي : أفواههم لم تزل ناطقة بالسلام على كل من لقيهم ، وأيديهم لم تزل ممتدة بالطعام للجائع والضيف فجعل الأفواه ، والأيدي نفس السلام والطعام مبالغة ، وقيل : أفواههم ذات سلام ، أو محل سلام ، وأيديهم ذات طعام ، فالمضاف مقدر لصحة العمل ، والمعنى : أنهم يفشون السلام ويطعمون الطعام " وهم أهل أمن وإيمان " أي : الناس آمنون من أيديهم وألسنتهم ، وقلوبهم مملوءة بنور الإيمان . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد .

                                                                                                          ( في غفار وأسلم وجهينة ومزينة )



                                                                                                          الخدمات العلمية