الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فالق الإصباح [96]

                                                                                                                                                                                                                                        نعت، وهو معرفة، لا يجوز فيه التنوين عند أحد من النحويين إلا عند الكسائي ، ومعنى فالق الإصباح الذي خلق له فلقا وهو الفجر، يقال للفجر: فلق الصبح وفرقه، وقرأ الحسن وعيسى بن عمر : (فالق الأصباح) بفتح الهمزة وهو جمع صبح.

                                                                                                                                                                                                                                        وروى الأعمش ، عن إبراهيم النخعي أنه قرأ (فلق الإصباح) على فعل، والهمزة مكسورة، والحاء منصوبة.

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ الحسن، وعيسى بن عمر ، وحمزة ، والكسائي وجعل الليل سكنا أي جعله يصلح أن يسكن فيه، وقرأ أهل المدينة (وجاعل الليل سكنا) والشمس والقمر حسبانا نصب الشمس والقمر عطفا على المعنى، أي: وجعل، والخفض بعيد لضعف الخافض، وأنك قد فرقت.

                                                                                                                                                                                                                                        وقد قرأ يزيد بن قطيب السكوني (وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر) بالخفض عطفا على اللفظ.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال الأخفش : حسبانا أي بحسبان، قال: وهو جمع حساب، مثل شهاب وشهبان. وقال يعقوب: حسبان مصدر حسبت الشيء أحسبه حسبا وحسبانا، والحساب الاسم.

                                                                                                                                                                                                                                        وقال غيره: جعل الله - جل وعز - سير الشمس والقمر [ ص: 85 ] بحساب لا يزيد ولا ينقص، فدلهم الله - جل وعز - بذلك على قدرته ووحدانيته ذلك تقدير العزيز العليم ابتداء وخبر.

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وأبو عمرو ، وعيسى ، والأعرج وشيبة والنخعي

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية