الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4473 حدثنا محمد بن كثير أخبرنا إسرائيل حدثنا عبد الأعلى عن أبي جميلة عن علي رضي الله عنه قال فجرت جارية لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا علي انطلق فأقم عليها الحد فانطلقت فإذا بها دم يسيل لم ينقطع فأتيته فقال يا علي أفرغت قلت أتيتها ودمها يسيل فقال دعها حتى ينقطع دمها ثم أقم عليها الحد وأقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم قال أبو داود وكذلك رواه أبو الأحوص عن عبد الأعلى ورواه شعبة عن عبد الأعلى فقال فيه قال لا تضربها حتى تضع والأول أصح

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( عن أبي جميلة ) : قال المنذري : اسمه ميسرة الطهوي الكوفي ( فجرت ) : أي زنت ( جارية لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : وفي رواية مسلم أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت ( فإذا ) : هي للمفاجأة ( دم ) : أي دم النفاس ( يسيل ) : أي يجري . وفي رواية مسلم فإذا هي حديثة عهد بنفاس ، ( أفرغت ) : بهمزة الاستفهام أي أفرغت عن إقامة الحد عليها ( دعها ) : أي اتركها ( حتى ينقطع دمها ) : أي دم نفاسها ( ثم أقم عليها الحد ) : فيه دليل على أن المريض يمهل حتى يبرأ .

                                                                      وظاهر الحديث الأول أنه لا يمهل ، والجمع أن من يرجى برؤه يمهل ومن لا يرجى برؤه لا يؤخر والله تعالى أعلم .

                                                                      ( وأقيموا الحدود على ما ملكت أيمانكم ) : فيه دليل على أن السيد يقيم الحد على مملوكه وتقدم الاختلاف فيه .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي باللفظ الأول واللفظ الثاني وفي إسناده عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ولا يحتج به وهو كوفي . وأبو الأحوص هو سلام بن سليم الحنفي الكوفي ثقة . والثعلبي بالثاء المثلثة والعين المهملة . وأبو الأحوص بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وبعد الواو المفتوحة صاد مهملة . وأبو جميلة بفتح الجيم وكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف وبعد اللام المفتوحة تاء تأنيث . والطهوي بضم الطاء وفتح الهاء وكسر الواو منسوب إلى طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم وفي النسبة إلى طهية لغات [ ص: 134 ] منها ما ذكرناه والثانية بفتح الطاء وفتح الهاء معا والثالثة بفتح الطاء وسكون الهاء ، والرابعة بضم الطاء وسكون الهاء وعبد شمس هذا بفتح العين المهملة وفتح الباء الموحدة ومنهم من يسكنها . وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب قال خطب علي رضي الله عنه فقال : يا أيها الناس أقيموا على أرقائكم الحد من أحصن منهم ومن لم يحصن ، فإن أمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم زنت فأمر بي أن أجلدها فإذا هي حديثة عهد بنفاس فخشيت إن أنا جلدتها أن أقتلها فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " أحسنت " وأخرجه الترمذي وفي رواية لمسلم اتركها حتى تماثل ولم يذكر من أحصن منهم ومن لم يحصن انتهى كلام المنذري .




                                                                      الخدمات العلمية