الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 522 ] ( 88 ) سورة هل أتاك حديث الغاشية

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن عباس: عاملة ناصبة : النصارى. وقال مجاهد: عين آنية : بلغ إناها وحان شربها. حميم آن : بلغ إناه. لا تسمع فيها لاغية : شتما. الضريع: نبت يقال له: الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم. بمصيطر : بمسلط، ويقرأ بالصاد والسين. وقال ابن عباس: إيابهم مرجعهم.

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              هي مكية، وقال ابن عباس : إن الغاشية من أسماء يوم القيامة، وعن سعيد بن جبير هي غاشية النار و ( هل ) بمعنى ( قد ) في جميع القرآن، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( قال ابن عباس : عاملة ناصبة : النصارى ) حكاه الثعلبي عنه من رواية أبي الضحى : هم الرهبان وأصحاب الصوامع، قال: وهو قول سعيد بن جبير وزيد بن أسلم ، نعم في "تفسيره" رواية ابن أبي زياد الشامي من قال: إنهم الرهبان فقد كذب، وفي رواية الضحاك عنه: عاملة لغير الله، ناصبة في النار، ولا يغير عنها العذاب طرفة عين.

                                                                                                                                                                                                                              وعند الطبري عنه: يعمل وينصب في النار.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( وقال مجاهد : [ عين آنية ]، بلغ إناها وحان شربها [ ص: 523 ] حميم آن بلغ إناه أخرجه عبد، عن شبابة، عن ورقاء، عن أبي نجيح عنه.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( الضريع نبت يقال له: الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم ) قول الفراء وفيه أقوال أخر، قال عكرمة : هي شجرة ذات شوك رطبة بالأرض، فإذا كان الربيع سمتها قريش الشبرق، فإذا هاج البرد سموها الضريع، وقيل: الحجارة، وقيل: السلى، وقال قتادة : هو العشرق، وقيل: الزقوم.

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو عبيدة : هو عند العرب الشبرق من الشجر وهو الخل والخلة إذا كان رطبا، وزعموا أن بحر المغرب يقذف كل سنة ورقا لا ينتفع به وهو الضريع، وقيل: واد في جهنم، وقيل: من الضارع وهو الدليل، فإن قلت: قد قال تعالى: ولا طعام إلا من غسلين قلت: هو من الضريع أو المعنى: ولا طعام ينتفع به.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 524 ] ( ص ) ( لا تسمع فيها لاغية : ( شتما ) " أخرجه ابن جرير عن مجاهد ، وقال ابن عباس : أذى ولا باطلا، وقد سلف كما رأيت، و تسمع بالتاء والياء، قراءتان، وفي الأول الفتح والضم.

                                                                                                                                                                                                                              ( ص ) ( بمصيطر : بمسلط، ويقرأ بالصاد والسين ) قلت: هما في السبعة، ويقرأ بالإشمام أيضا، ومسيطر مأخوذ من السطر، لأن معنى السطر ألا يتجاوز. وأسنده أبو عبيد عن أبي بكر بن عياش ، ثنا يحيى بن آدم ، قلت لأبي بكر : كيف قرأ عاصم ؟ قال: بالصاد وفسرها أبو بكر بمسلط. وقال ابن عباس : مختار.

                                                                                                                                                                                                                              وقال ابن زيد -فيما ذكره ابن جرير -: فتكرههم على الإيمان، ثم نسخت بآية السيف، والذكرى باقية.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 525 ] ( ص ) ( وقال ابن عباس : إيابهم : مرجعهم ) ذكره في "تفسيره" من رواية إسماعيل بن أبي زياد الشامي، ورواه جويبر عن الضحاك أيضا عنه وقرئ شاذا بتشديد الياء وخطأه الفراء .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية