الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب إذا أحب الله عبدا حببه إلى عباده

                                                                                                                2637 حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري وقال قتيبة حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي ح وحدثناه سعيد بن عمرو الأشعثي أخبرنا عبثر عن العلاء بن المسيب ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب حدثني مالك وهو ابن أنس كلهم عن سهيل بهذا الإسناد غير أن حديث العلاء بن المسيب ليس فيه ذكر البغض حدثني عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن سهيل بن أبي صالح قال كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال وما ذاك قلت لما له من الحب في قلوب الناس فقال بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر بمثل حديث جرير عن سهيل

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                " باب إذا أحب الله عبدا أمر جبريل فأحبه وأحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض "

                                                                                                                وذكر في البغض نحوه . قال العلماء : محبة الله تعالى لعبده هي إرادته الخير له ، وهدايته ، وإنعامه عليه ورحمته ، وبغضه إرادة عقابه أو شقاوته ونحوه ، وحب جبريل والملائكة يحتمل وجهين : أحدهما استغفارهم له ، وثناؤهم عليه ، ودعاؤهم . والثاني أن محبتهم على ظاهرها المعروف من المخلوقين ، وهو ميل القلب إليه واشتياقه إلى لقائه . وسبب حبهم إياه كونه مطيعا لله تعالى ، محبوبا له .

                                                                                                                ومعنى ( يوضع له القبول في الأرض ) أي الحب في قلوب الناس ، ورضاهم عنه ، فتميل إليه القلوب ، وترضى عنه . وقد جاء في رواية ( فتوضع له المحبة ) .

                                                                                                                قوله : ( وهو على الموسم ) أي أمير الحجيج .




                                                                                                                الخدمات العلمية