الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                      كشاف القناع عن متن الإقناع

                                                                                                                      البهوتي - منصور بن يونس البهوتي

                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وتسن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في غير الصلاة ) فإنها ركن في التشهد الأخير وكذا في خطبة الجمعة ( بتأكد ) لقوله تعالى { إن الله وملائكته يصلون على النبي } الآية والأحاديث بها شهيرة ( وتتأكد ) الصلاة عليه ( كثيرا عند ذكره ) صلى الله عليه وسلم بل قيل : بوجوبها إذن ، وتقدم توضيحه في شرح الخطبة .

                                                                                                                      ( وفي يوم الجمعة وليلتها ) للخبر ، وأما الصلاة على الأنبياء ، فقال ابن القيم في جلاء الأفهام : هي مشروعة .

                                                                                                                      وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد ، منهم النووي وغيره ، والمسألة ذكرها النووي في أذكاره ، وذكر أن الملائكة مع الأنبياء في جواز الصلاة عليهم استقلالا ، وذكر أن الصلاة على الأنبياء مستحبة ، قاله ابن قندس ، في حاشية الفروع .

                                                                                                                      ( تنبيه ) إن قيل إن المشبه دون المشبه به فكيف تطلب صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وتشبه بالصلاة على إبراهيم وآله ؟ أجيب : بأنه يحتمل أن مراده أصل الصلاة بأصلها ، لا القدر بالقدر كقوله تعالى ( { كتب عليكم الصيام } الآية ) ويحتمل أن [ ص: 360 ] التشبيه وقع في الصلاة على الآل ، لا على النبي صلى الله عليه وسلم فيكون " وعلى آله متصلا بما بعده ، ومقدرا له ما يتعلق به ، والأول مقطوع عن التشبيه ، قال في المبدع : وفيهما نظر ، ويحتمل - وهو أحسنها - أن المشبه الصلاة على النبي وآله بالصلاة على إبراهيم وآله ، فتقابلت الجملتان ، ويقدر أن يكون لآل الرسول بآل إبراهيم الذين هم الأنبياء ، وبأن ما توفر من ذلك حاصل للرسول صلى الله عليه وسلم والذي نحصل من ذلك هو آثار الرحمة والرضوان ، ومن كانت في حقه أكبر كان أفضل .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية