الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1069 - ( 62 ) - حديث : { أنه صلى الله عليه وسلم رمى بالأحجار ، وقال : بمثل هذا فارموا . }لم أره هكذا ، لكن في صحيح مسلم عن الفضل بن عباس أنه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - وفيه فقال : { عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة }. ورواه النسائي ، وابن ماجه [ ص: 503 ] وابن حبان ، والحاكم من حديث ابن عباس بلفظ { قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته : هات القط لي ، فلقطت له حصيات مثل حصى الخذف ، فلما وضعتهن في يده قال : بأمثال هؤلاء فارموا ، وإياكم والغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين }. ورواه ابن حبان أيضا ، والطبراني من حديث ابن عباس ، عن الفضل بن عباس ، قال الطبراني : رواه جماعة عن عوف ، منهم : سفيان الثوري فلم يقل أحد منهم ، عن أخيه الفضل إلا جعفر بن سليمان ولا رواه عنه إلا عبد الرزاق . قلت : وروايته في نفس الأمر هي الصواب ، فإن الفضل هو الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم حينئذ ، وسيأتي صريحا عنه في حديث أم سليمان وفي حديث جابر عند مسلم : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة بمثل حصى الحذف }.

وروى أحمد في مسنده من حديث حرملة بن عمرو الأسلمي قال : { حججت حجة الوداع فأردفني عمي سنان بن سنة ، فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا إحدى إصبعيه على الأخرى ، فقلت لعمي : ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : يقول : ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف }. ورواه البزار وقال : لا نعلم لحرملة غيره ، ورواه أبو داود ، وأحمد ، وإسحاق من حديث سليمان بن عمرو بن الأحوص ، عن أمه [ ص: 504 ] قالت : { رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة من بطن الوادي وهو راكب يكبر مع كل حصاة ، ورجل خلفه يستره ، فسألت عن الرجل ، فقالوا الفضل بن العباس ، وازدحم الناس فقال : أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضا وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف }.

( * * * ) قوله : روي عن عمر أنه قال : من أدرك المساء إلى آخره تقدم

التالي السابق


الخدمات العلمية