الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الجواب الرابع : قوله : "إذا كان متناهيا من جميع الجهات، فاختصاصه بالشكل والمقدار -إن كان لذاته- لزم منه اشتراك جميع الأجسام فيه، ضرورة الاتحاد في الطبيعة" .

فيقال له: لا نسلم اشتراك جميع الأجسام في ذلك، ولا نسلم أن الأجسام متحدة في الطبيعة . وقد عرف أن النزاع في هذه المسألة من النظار من أشهر الأمور ، وهذا المصنف نفسه قد بين فساد حجج أصحابه المدعين تماثلها وتماثل الجواهر . فإذا كان هو نفسه قد بين فساد حجج القائلين بالاتحاد في الطبيعة، كان قد أفسد حجته بما ذكره هو من الأدلة العقلية على فسادها، فضلا عما يذكره غيره من العقلاء ، وقد بسط هذا في موضعه، وإنما المقصود هنا التنبيه على أن كل مقدمة في هذه الحجة يمكن منعها ، ويكون قول المانع فيها أقوى من قول المحتج .

التالي السابق


الخدمات العلمية