الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      واحذف يضاعفها لدى النساء ومعه للدان سواه جائي


      وذكر الخلف بأولى البقرة     ثم بحرفي الحديد ذكره

      أمر مع إطلاق الحكم الذي يشير به إلى اتفاق شيوخ النقل بحذف ألف "يضاعفها" الواقع في سورة "النساء"، وهو: وإن تك حسنة يضاعفها ، ثم أخبر أن ما سوى الذي في "النساء" من أفعال المضاعفة جاء معه، أي: مع الذي في النساء بالحذف لأبي عمرو، وسوى الذي في النساء كالذي في البقرة: فيضاعفه له أضعافا كثيرة ، والله يضاعف لمن يشاء ، [ ص: 88 ] وهو متعدد فيها وفيما بعدها نحو: يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع ، في هود: يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، يضاعف لها العذاب ضعفين ، في الأحزاب: إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ، وغير ذلك، ثم استدرك الخلاف لأبي عمرو في ثلاثة ألفاظ:

      الأول منها في "البقرة" وهو الممثل به أولا، واحترز بالأول عن الثاني فيها الممثل به ثانيا.

      الثاني والثالث في سورة "الحديد": من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له ، يضاعف لهم ولهم أجر كريم ، وقد قرأه ابن كثير وابن عامر بحذف الألف، وتشديد العين حيث وقع.

      واعلم أنه لا يدخل في قوله "سواه" الاسم من المضاعفة بدليل ذكر الناظم له في الترجمة التي بعد هذه، ولذا بينا قوله "سواه" بخصوص أفعال المضاعفة، وأما "أضعافا"، فلا مدخل له هنا من باب أولى; لأن الألف فيه بعد العين لا بعد الضاد، وسيأتي ما به العمل في شرح البيتين بعد.

      وقوله "معه" بسكون العين، وقوله "جائي" اسم فاعل من جاء الماضي.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية