الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              فأما جوارح الطير ، وهي [ المسألة الثانية عشرة ] . المسألة الثانية عشرة : جوارح الطير : فقد روى أشهب ، وغيره عن مالك : " أن البازي والصقر والعقاب وما أشبه ذلك من الطير إذا كان معلما يفقه ما يفقه الكلب فإنه يجوز صيده ، وبه قال عامة العلماء . وفيه خلاف عن علي لا نبالي به " . [ ص: 37 ] واختلف علماؤنا ; هل يؤخذ صيدها من ظاهر القرآن أو من الحديث ؟ فقالت طائفة : يؤخذ من ظاهر القرآن من قوله : { مكلبين } .

                                                                                                                                                                                                              والتكليب هو التضرية بالشيء والتسليط عليه لغة ، وهذا يعم كل معلم مكلب ضار . وقال : أخذ من الحديث ، وروى عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم { أنه سأل عن صيد البازي ، فقال : ما أمسك عليك فكل } . رواه الترمذي وغيره ، فعلق النبي صلى الله عليه وسلم الأكل في صيد البازي على ما علق الله سبحانه الأكل في صيد الكلب ، وهو الأكل مما أمسك عليك حسبما بيناه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية