الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              4253 حدثنا راشد بن سعيد الرملي أنبأنا الوليد بن مسلم عن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل ليقبل توبة العبد ما لم يغرغر

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( توبة ) معناه أنه معظمها ومستلزم لبقية أجزائها عادة فإن النادم ينقلع من الذنب في الحال عادة ويعزم على عدم العود إليه في الاستقبال وبهذا القدر تتم التوبة إلا في الفرائض التي يجب قضاؤها فتحتاج التوبة فيها إلى القضاء ، وإلا في حقوق العباد فتحتاج فيها إلى الاستحلال ، أي : الرد والندم يعني على كل ذلك كما لا يخفى ، وفي الزوائد . قلت : وقع عند ابن ماجه عبد الله بن عمر بن الخطاب قاله المنذري ، وقال بعد ذلك : أي كما رواه الترمذي وابن ماجه في صحيحه والحاكم في المستدرك قوله : ( ما لم يغرغر ) أي : ما لم تبلغ روحه حلقومه فيكون بمنزلة القيء يتغرغر به المريض ، والغرغرة أن يجعل المشروب في الفم ويرد إلى أصل الحلق فلا يبلغ كذا في النهاية والمقصود ما لم يعاين أحوال الآخرة ، وفي الزوائد في إسناده وليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعنه وكذلك مكحول الدمشقي ا هـ . قلت : لكن من شواهد قوله تعالى : وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن




                                                                              الخدمات العلمية