الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
3916 - "خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة؛ ألا وهما يسير؛ ومن يعمل بهما قليل ؛ يسبح الله في دبر كل صلاة عشرا؛ ويحمده عشرا؛ ويكبره عشرا؛ فذلك خمسون ومائة باللسان؛ وألف وخمسمائة في الميزان؛ ويكبر أربعا وثلاثين إذا أخذ مضجعه؛ ويحمده ثلاثا وثلاثين؛ ويسبح ثلاثا وثلاثين؛ فتلك مائة باللسان؛ وألف في الميزان؛ فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟!"؛ (حم خد 4)؛ عن ابن عمرو ؛ (صح) .

التالي السابق


(خصلتان لا يحافظ عليهما) ؛ أي: على فعلهما على الدوام؛ (عبد مسلم؛ إلا دخل الجنة) ؛ مع السابقين الأولين؛ أو من غير سبق عذاب؛ (ألا) ؛ حرف تنبيه؛ يؤكد به الجملة؛ (وهما يسير؛ ومن يعمل بهما قليل؛ يسبح الله - تعالى - في دبر كل صلاة ) ؛ من المكتوبات؛ وذلك بأن يقول: "سبحان الله"؛ (عشرا) ؛ من المرات؛ (ويحمده) ؛ بأن يقول: الحمد لله؛ (عشرا) ؛ من المرات؛ (ويكبره) ؛ بأن يقول: "الله أكبر"؛ (عشرا) ؛ من المرات؛ (فذلك) ؛ أي: هذه العشرات؛ (خمسون ومائة) ؛ يعني: في اليوم والليلة؛ (باللسان؛ وألف وخمسمائة في الميزان) ؛ أي: يوم القيامة؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها؛ (ويكبر أربعا وثلاثين؛ إذا أخذ مضجعه؛ ويحمده ثلاثا وثلاثين؛ ويسبح ثلاثا وثلاثين فتلك مائة باللسان؛ وألف في الميزان) ؛ [ ص: 442 ] وذلك لأن عدد الكلمات المحصاة خلف كل صلاة ثلاثون؛ وعدد الصلوات خمس في اليوم والليلة؛ فإذا ضرب أحدهما في الآخر؛ بلغ هذا العدد؛ (فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟!) ؛ يعني: إذا أتى بهؤلاء الكلمات خلف الصلوات؛ وعند الاضطجاع؛ حصل الألف وخمسمائة حسنة؛ فيعفى عنه بعدد كل حسنة سيئة؛ فأيكم يأتي كل يوم وليلة بذلك؟! يعني: يصير مغفورا له؛ ذكره المظهر ؛ قال الطيبي : والفاء في "فأيكم"؛ جواب شرط محذوف؛ وفي الاستفهام نوع إنكار؛ يعني: إذا تقرر ما ذكرت؛ فأيكم يأتي بألفين وخمسمائة سيئة حتى تكون مكفرة لها؟! فما بالكم لا تأتون بها؟!

(حم خد 4؛ عن عمرو ) ؛ ابن العاص ؛ قال الترمذي : حسن صحيح؛ وقال في الأذكار: وإسناده صحيح؛ إلا أن فيه عطاء بن السائب ؛ وفيه خلف؛ سببه اختلاط؛ وقد أشار أبو أيوب السجستاني إلى صحة حديثه هذا.




الخدمات العلمية