الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        4132 حدثني محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل عن قيس عن أبي هريرة قال لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم قلت في الطريق

                                                                                                                                                                                                        يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت

                                                                                                                                                                                                        وأبق غلام لي في الطريق فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعته فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة هذا غلامك فقلت هو لوجه الله فأعتقته

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( حدثنا إسماعيل ) هو ابن أبي خالد ( عن قيس ) هو ابن أبي حازم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لما قدمت ) أي أردت القدوم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قلت في الطريق ) تقدم شرحه مستوفى في كتاب العتق ، وقوله في هذه الرواية : " وأبق غلام لي " لا يغاير قوله في الرواية الماضية في العتق " فأضل أحدهما صاحبه " لأن رواية أبق فسرت وجه الإضلال ، وأن الذي أضل هو أبو هريرة ، بخلاف غلامه فإنه أبق [1] أبو هريرة مكانه لهربه ، فلذلك أطلق أنه أضله ، فلا يلتفت إلى إنكار ابن التين أنه أبق ، وأما كونه عاد فحضر عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا ينافيه أيضا لأنه يحمل على أنه رجع عن الإباق وعاد إلى سيده ببركة الإسلام ، ويحتمل أن يكون أطلق أبق بمعنى أنه أضل الطريق فلا تتنافى الروايتان .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية