الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              842 [ 434 ] وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة ، وإن الله أمكنني منه ، فذعته ، فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون (أو كلكم)، ثم ذكرت قول أخي سليمان : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي [ ص :35 ] فرده الله خاسئا . وفي رواية : فدعته .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 298)، والبخاري (461)، ومسلم (541) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              وقوله : إن عفريتا جعل يفتك علي البارحة ; العفريت : المارد من الجن الشديد ، ومنه : رجل عفريت ; أي : شديد الدهاء والمكر والحيلة . هكذا صح في كتاب مسلم : يفتك ; ومعناه : يغفله عن الصلاة ويشغله . وأصل الفتك : القتل على غفلة وغرة ، ومنه : قوله - صلى الله عليه وسلم - : الإيمان قيد الفتك . وهكذا مجيء الشيطان [ ص: 151 ] للمصلي على غفلة وغرة ، وذكره البخاري . وقال : تفلت علي البارحة ، وهو أيضا صحيح ; أي : جاءني على غفلة وفلتة وغرة وفجأة ، ومنه : قيل : افتلتت نفسه ; أي : مات على فجأة . والفلتة : الأمر يؤتى على غير روية .

                                                                                              وقوله : فذعته بالذال المعجمة ; أي : خنقته . قال الهروي : وفي رواية ابن أبي شيبة بالدال المهملة ، وهما بمعنى واحد ، وأنكره الخطابي ، وقال : لأن أصله يكون : دعته ، ولا يصح إدغام العين في التاء . قال ابن دريد : ذعته ، يذعته ، ذعتا : غمزه غمزا شديدا . والدعت مهملا : الدفع الشديد ، ويقال بالذال المعجمة .

                                                                                              وقوله : لقد هممت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد . يحتمل أن يقال : إن هذا الذي هم به كان يكون شغلا يسيرا ، ويحتمل أن يكون يربطه بعد تمام الصلاة .

                                                                                              وقوله : فرده الله خاسئا ; أي : ذليلا مدحورا ; من خسأت الكلب : إذا زجرته وطردته .




                                                                                              الخدمات العلمية