الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : فهل كان مالك يستحب أن ترفع الأيدي على الصفا والمروة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : رفعا خفيفا ولا يمد يديه رافعا ، قال : والذي رأيت أن مالكا يستحب أن يترك رفع الأيدي في كل شيء ، قلت لابن القاسم : إلا في ابتداء الصلاة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم إلا في ابتداء الصلاة ، قال : إلا أنه قال في الصفا والمروة إن كان فرفعا خفيفا ، وقال مالك في الوقوف بعرفات : إن رفع أيضا فرفعا خفيفا . قلت لابن القاسم : فهل يرفع يديه في المقامين عند الجمرتين في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أدري ما قوله فيه ولا أرى أن يفعل .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وسئل مالك عن الإمام إذا أمر الناس بالدعاء وأمرهم أن يرفعوا أيديهم في مثل الاستسقاء ، والأمر الذي ينزل بالمسلمين مما يشبه ذلك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : فليرفعوا أيديهم إذا أمرهم ، قال : وليرفعوا رفعا خفيفا ، قال : وليجعلوا ظهور أكفهم إلى وجوههم وبطونها إلى الأرض .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وأخبرني بعض من رأى مالكا في المسجد يوم الجمعة ودعا الإمام في أمر ، وأمر الناس أن يرفعوا أيديهم فرأى مالكا فعل ذلك ، رفع يديه ونصبهما وجعل ظاهرهما مما يلي السماء .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية