الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              4794 [ ص: 220 ] 12 - باب: إلى من ينكح وأي النساء خير ؟ وما يستحب أن يتخير لنطفه من غير إيجاب

                                                                                                                                                                                                                              5082 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، حدثنا أبو الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " خير نساء ركبن الإبل صالحو نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده " . [انظر : 3434 - مسلم: 2527 - فتح: 9 \ 125 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش ، أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده " .

                                                                                                                                                                                                                              وسلف في أحاديث الأنبياء ، ويأتي في النفقات .

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه مسلم أيضا .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : الحث على زواج أهل الصلاح والدين ، وشرف الإبل ; لأن ذلك يمنع من ركوب الإثم وتقحم العار ، ولهذا المعنى قال - عليه السلام - : "عليك بذات الدين تربت يداك " وإنما يركب الإبل نساء العرب ونساء قريش من العرب فلنساء قريش خير نساء العرب ، وقد بين - عليه السلام -

                                                                                                                                                                                                                              بما استوجبن ذلك ، وهو حنوهن على أولادهن ، ومراعاتهن لأزواجهن ، وحفظهن لأموالهم ، وإنما ذلك لكرم نفوسهن ، وقلة غائلتهن لمن عاشرنه وطهارتهن من مكايدة الأزواج ومشاحتهن .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : مدح الرجل نساء قومه وولياته بفضائلهن .

                                                                                                                                                                                                                              ومعنى "أحناه " : أشفق وأرأف لا تحتاج في تربيته إلى الإشفاق

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 221 ] والرفق ، يقال : حنا عليه يحنو ، وأحنى يحني ، وحنى يحني .

                                                                                                                                                                                                                              "وأرعاه على زوج في ذات يده " يحتمل في ماله الذي استرعاها عليه .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (وما يستحب أن يتخير لنطفه ) . هو لفظ حديث أخرجه ابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "تخيروا لنطفكم وانكحوا الأكفاء " وأخرجه الحاكم في "مستدركه " وقال : صحيح الإسناد ، وذكر له متابعا . وخولف .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية