الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
27390 [ ص: 459 ] 4023 - (8173) - (2 \ 315) وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة، ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى - عليه السلام - يغتسل وحده، فقالوا: والله! ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر. قال: فذهب مرة يغتسل، فوضع ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، قال: فجمح موسى بأثره يقول: ثوبي حجر! ثوبي حجر! حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى، وقالوا: والله! ما بموسى من بأس ، فقام الحجر بعد حتى نظر إليه، فأخذ ثوبه، وطفق بالحجر ضربا". فقال أبو هريرة: والله! إن بالحجر ندبا ستة أو سبعة، ضرب موسى بالحجر.

التالي السابق


* قوله: " يغتسلون عراة ": أي: لجواز ذلك في شريعتهم، ولذلك حين ترك ذلك موسى، زعموا أنه لمرض .

* " آدر ": - بهمزة ممدودة فدال مهملة مفتوحة فراء مخففة - ; من الأدرة - بالضم - : نفخة في الخصية .

* " ففر الحجر ": ليبرئه الله مما قالوا، وكان عند الله وجيها كما قال تعالى في كتابه .

* " فجمح ": - بجيم ثم حاء مهملة - ; أي: أسرع إسراعا لا يرده شيء .

* " يأمره; يقول: ثوبي ": كلمة "يقول" بيان الأمر بناء على أن تقدير قوله: " ثوبي حجر! ": أعطني ثوبي يا حجر، أو رد ثوبي .

* " حتى نظر إليه ": هكذا في نسخ "المسند"، والصواب: "حين نظر إليه"، ونظر: على بناء المفعول; أي: نظر إلى موسى، ويمكن توجيه ما في الكتاب: أن المعنى: حتى نظر موسى إلى الحجر، ولا يخفى بعده .

* " ضربا ": أي: يضرب الحجر ضربا; تأديبا; لأنه فعل فعل من به معرفة، فأدبه تأديبه. [ ص: 460 ] * " إنه بالحجر ": أي: إن أثر ذلك الضرب بالحجر; أي: كائن فيه. * قوله: " ندبا ": - بالنصب - على أنه حال من المستكن في الجار والمجرور، وفي بعض الروايات: "أن بالحجر ندبا"، وهو ظاهر، والندب - بفتح نون ودال جميعا - : هو أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، والمراد: حال كونه ظاهرا. * قوله: " ضرب موسى ": أي: هو ضرب موسى; أي: أثره; بمنزلة البيان لما تقدم .

* * *




الخدمات العلمية