الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقول الاتحادية كصاحب "الفصوص" وأمثاله يؤول إلى قول هؤلاء، وهو القول الذي أظهره فرعون. وأما المشاؤون - أرسطو وأتباعه، ومن اتبعهم من المتأخرين: كالفارابي وابن سينا وأمثالهم - فهم يقرون بالعلة الأولى المغايرة لوجود الأفلاك، لكن دليلهم الذي احتجوا به على الطبيعيين منهم، هو دليل الحركة الذي احتج به أرسطو وقدماؤهم، أو دليل الوجود الذي احتج به ابن سينا ومتأخروهم، وهو منهم دليل ضعيف، إذ مبناه على حجة التركيب، وهي حجة ضعيفة، كما قد بين في غير هذا الموضع. [ ص: 10 ]

وكان أهل بيت ابن سينا من أتباع هؤلاء القرامطة، من المستجيبين للحاكم الذي كان بمصر. قال ابن سينا "وبسبب ذلك دخلت في الفلسفة".

كما كان أصحاب "رسائل إخوان الصفا" من الموافقين لهم، وصنفت "الرسائل" على طريقتهم في الزمان الذي بنيت فيه القاهرة، في أثناء المائة الرابعة، وكان أمر المسلمين قد اضطرب في تلك المدة اضطرابا عظيما.

التالي السابق


الخدمات العلمية