الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4062 - وعنه قال كان فيما احتج به عمر أن قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا

بنو النضير ، وخيبر وفدك أفاءها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت حبسا لأبناء السبيل ، وأما خيبر فجزأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء : جزءين بين المسلمين وجزءا نفقة لأهله فما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء المهاجرين
. رواه أبو داود .

التالي السابق


4062 - ( وعنه ) أي : عن ابن أوس رضي الله عنه ( قال : كان فيما احتج به عمر رضي الله عنه ) أي : استدل به على أن الفيء لا يقسم وذلك بمحضر من الصحابة ولم ينكروا عليه ( أن قال ) : اسم كان ( كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث صفايا ) : بالإضافة وهي جمع صفية وهي ما يصطفى ويختار قال الخطابي : الصفي ما يصطفيه الإمام عن عرض الغنيمة من شيء قبل أن يقسم من عبد ، أو جارية ، أو فرس ، أو سيف ، أو غيرها وكان

[ ص: 2640 ] صلى الله عليه وسلم مخصوصا بذلك مع الخمس له خاصة وليس ذلك لواحد من الأئمة بعده قالت عائشة رضي الله عنها : كانت صفية من الصفي أي : كانت صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم من صفي المغنم ( بنو النضير ) أي : أراضيهم ( وخيبر وفدك ) : بفتحتين قرية بناحية الحجاز ( أفاءها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ) وقد تنازع فيها علي والعباس فدفعها عمر رضي الله عنه إليهما كذا قيل وفي القاموس وفدك محركة قرية بخيبر والمعنى أنه اختار لنفسه هذه المواضع الثلاثة وفي نسخة بتنوين ثلاث وصفايا بن النضير بالياء على أنه مجرور بإضافة صفايا إليه ويلزم منه أن يكون خيبر وفدك بفتح آخرهما والنسخ المصححة والأصول المعتمدة على خلاف ذلك مع أنه خلاف الدراية أيضا فتأمل .

( فأما بنو النضير ) أي : الأموال الحاصلة من عقارهم ( فكانت حبسا ) بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة أي : محبوسة ( لنوائبه ) أي : لحوائجه وحوادثه من الضيفان والرسل وغير ذلك من السلاح والكراع قال الطيبي : هي جمع نائبة وهي ما ينوب الإنسان أي : ينزل به من المهمات والحوائج ، ( وأما فدك فكانت حبسا لأبناء السبيل ) قال ابن الملك يحتمل أن يكون معناه أنها كانت موقوفة لأبناء السبيل ، أو معدة لوقت حاجتهم إليها وقفا شرعيا ( وأما خيبر فجزأها ) : بتشديد الزاي بعدها همز أي : قسمها وجعلها ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء : جزأين بين المسلمين وجزءا نفقة لأهله ) : في شرح السنة : إنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لأن خيبر كانت لها قرى كثيرة فتح بعضها عنوة ، وكان للنبي صلى الله عليه وسلم منها خمس الخمس وفتح بعضها صلحا من غير قتال وإيجاف خيل وركاب ، كان فيئا خالصا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يضعه حيث أراه الله تعالى من حاجته ونوائبه ومصالح المسلمين فاقتضت القسمة والتعديل أن يكون الجمع بينه وبين الجيش أثلاثا اهـ . وقد سبق تحقيق هذا المبحث في كلام ابن الهمام ( فما فضل عن نفقة أهله جعله بين فقراء المهاجرين رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية