الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب إذا دخل بيتا يصلي حيث شاء أو حيث أمر ولا يتجسس

                                                                                                                                                                                                        414 حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه في منزله فقال أين تحب أن أصلي لك من بيتك قال فأشرت له إلى مكان فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وصففنا خلفه فصلى ركعتين

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب إذا دخل بيتا ) أي لغيره ( يصلي حيث شاء أو حيث أمر ؟ ) قيل مراده الاستفهام ، لكن حذفت أداته ، أي هل يتوقف على إذن صاحب المنزل أو يكفيه الإذن العام في الدخول ؟ فأو على هذا ليست للشك .

                                                                                                                                                                                                        وقوله : ( ولا يتجسس ) ضبطناه بالجيم ، وقيل إنه روي بالحاء المهملة ، وهو متعلق بالشق الثاني قال المهلب : دل حديث الباب على إلغاء حكم الشق الأول لاستئذانه - صلى الله عليه وسلم - صاحب المنزل أين يصلي ؟ وقال المازري : معنى قوله " حيث شاء " أي من الموضع الذي أذن له فيه . وقال ابن المنير : إنما أراد البخاري أن المسألة موضع نظر ، فهل يصلي من دعي حيث شاء ; لأن الإذن في الدخول عام في أجزاء المكان ، فأينما جلس أو صلى تناوله الإذن ؟ أو يحتاج إلى أن يستأذن في تعيين مكان صلاته ; لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك ؟ الظاهر الأول .

                                                                                                                                                                                                        وإنما استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - ; لأنه دعي ليتبرك صاحب البيت بمكان صلاته فسأله ليصلي في البقعة التي يحب تخصيصها بذلك . وأما من صلى لنفسه فهو على عموم الإذن . قلت : إلا أن يخص صاحب المنزل ذلك العموم فيختص . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن ابن شهاب ) صرح أبو داود الطيالسي في مسنده بسماع إبراهيم بن سعد له من ابن شهاب

                                                                                                                                                                                                        [ ص: 618 ] قوله : ( عن محمود بن الربيع ) وللمصنف في " باب النوافل جماعة " كما سيأتي من طريق يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن شهاب قال " أخبرني محمود " .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن عتبان ) زاد يعقوب المذكور في روايته قصة محمود في عقله المجة كما تقدم من وجه آخر في كتاب العلم ، وصرح يعقوب أيضا بسماع محمود من عتبان .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أتاه في منزله ) اختصره المصنف هنا وساقه من رواية يعقوب المذكور تاما كما أورده من طريق عقيل في الباب الآتي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أن أصلي من بيتك ) كذا للأكثر ، وكذا في رواية يعقوب وللمستملي هنا " أن أصلي لك " وللكشميهني " في بيتك " : وسيأتي الكلام على الحديث في الباب الذي بعده .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية