الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                8143 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر : أحمد بن الحسن القاضي ، قال أبو عبد الله : أخبرني ، وقال القاضي : حدثني أبو جعفر محمد : [ ص: 276 ] بن علي بن دحيم الشيباني ، ثنا أحمد بن حازم ، أنبأ جعفر بن عون ، أنبأ أبو عميس ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين سلمان وبين أبي الدرداء ، قال : فجاءه سلمان يزوره فإذا أم الدرداء متبذلة ، فقال : ما شأنك يا أم الدرداء ؟ قالت : إن أخاك أبا الدرداء يقوم الليل ويصوم النهار ، وليس له في شيء من الدنيا حاجة . فجاء أبو الدرداء فرحب به وقرب إليه طعاما ، فقال له سلمان : اطعم ، قال : إني صائم . قال : أقسمت عليك لتفطرنه ، قال : ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل معه ، ثم بات عنده ، فلما كان من الليل أراد أبو الدرداء أن يقوم فمنعه سلمان ، وقال له : يا أبا الدرداء ، إن لجسدك عليك حقا ، ولربك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا . صم وأفطر ، وصل وأت أهلك ، وأعط كل ذي حق حقه . فلما كان في وجه الصبح قال : قم الآن إن شئت ، قال - : فقاما فتوضآ ، ثم ركعا ، ثم خرجا إلى الصلاة فدنا أبو الدرداء ليخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي أمره سلمان ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أبا الدرداء ، إن لجسدك عليك حقا مثل ما قال لك سلمان . رواه البخاري في الصحيح ، عن بندار ، عن جعفر بن عون .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية