الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2841 حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل آدم على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله قال فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا ) هذا الحديث سبق شرحه وبيان تأويله ، وهذه الرواية ظاهرة في أن الضمير في ( صورته ) عائد إلى آدم ، وأن المراد أنه خلق في أول نشأته على صورته التي كان عليها في الأرض ، وتوفي عليها ، وهي طوله ستون ذراعا ، ولم ينتقل أطوارا كذريته ، وكانت صورته في الجنة هي صورته في الأرض لم تتغير .

                                                                                                                قوله : ( قال : اذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ) فيه : أن الوارد على جلوس يسلم عليهم ، وأن الأفضل أن يقول : السلام عليكم بالألف واللام ، ولو قال : سلام [ ص: 308 ] عليكم ، كفاه ، وأن رد السلام يستحب أن يكون زيادة على الابتداء ، وأنه يجوز في الرد أن يقول : السلام عليكم ، ولا يشترط أن يقول : وعليكم السلام . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية