الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون

                                                                                                                                                                                                                                      إنما يستجيب الذين يسمعون [ ص: 130 ] تقرير لما مر من أن على قلوبهم أكنة مانعة من الفقه ، وفي آذانهم وقرا حاجزا من السماع ، وتحقيق لكونهم بذلك من قبيل الموتى ، لا يتصور منهم الإيمان البتة .

                                                                                                                                                                                                                                      والاستجابة : الإجابة المقارنة للقبول ; أي : إنما يقبل دعوتك إلى الإيمان الذين يسمعون ما يلقى إليهم سماع تفهم وتدبر ، دون الموتى الذين هؤلاء منهم ، كقوله تعالى : إنك لا تسمع الموتى .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : والموتى يبعثهم الله تمثيل لاختصاصه تعالى بالقدرة على توفيقهم للإيمان ، باختصاصه تعالى بالقدرة على بعث الموتى من القبور .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : بيان لاستمرارهم على الكفر وعدم إقلاعهم عنه أصلا ، على أن الموتى من القبور . وقيل : بيان مستعار للكفرة بناء على تشبيه جهلهم بموتهم ; أي : وهؤلاء الكفرة يبعثهم الله تعالى من قبورهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم إليه يرجعون للجزاء ، فحينئذ يستجيبون ، وأما قبل ذلك فلا سبيل إليه . وقرئ : ( يرجعون ) على البناء للفاعل من رجع رجوعا ، والمشهورة أوفى بحق المقام ; لإنبائه عن كون مرجعهم إليه تعالى بطريق الاضطرار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية