الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4791 حدثنا مسدد حدثنا سفيان عن ابن المنكدر عن عروة عن عائشة قالت استأذن رجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال بئس ابن العشيرة أو بئس رجل العشيرة ثم قال ائذنوا له فلما دخل ألان له القول فقالت عائشة يا رسول الله ألنت له القول وقد قلت له ما قلت قال إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من ودعه أو تركه الناس لاتقاء فحشه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( استأذن رجل ) : أي طلب الإذن ( على النبي صلى الله عليه وسلم ) : أي في الدخول عليه ( بئس ابن العشيرة أو بئس رجل العشيرة ) : أو للشك من بعض الرواة أي بئس هو من قومه .

                                                                      قال الطيبي : العشيرة القبيلة ، أي بئس هذا الرجل من هذه العشيرة كما يقال يا أخا العرب لرجل منهم .

                                                                      قال القاضي : هذا الرجل هو عيينة بن حصن ولم يكن أسلم حينئذ وإن كان قد أظهر الإسلام ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يبين حاله ليعرفه الناس ولا يغتر به من لم يعرف حاله . قال وكان منه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وبعده ما دل على ضعف إيمانه وارتد مع المرتدين وجيء به [ ص: 123 ] أسيرا إلى أبي بكر - رضي الله عنه - ( ثم قال ائذنوا ) : بهمزة ساكنة وصلا أي أعطوا الإذن ( ألان له القول ) : أي قال له قولا لينا ( من ودعه أو تركه الناس ) : شك من الراوي ، ومعنى الفعلين واحد ( لاتقاء فحشه ) : أي لأجل قبيح قوله وفعله . وفي رواية للبخاري اتقاء شره

                                                                      قال القرطبي : في الحديث جواز غيبة المعلن بالفسق أو الفحش ونحو ذلك من الجور في الحكم والدعاء إلى البدعة مع جواز مداراتهم اتقاء شرهم ما لم يؤد ذلك إلى المداهنة في دين الله تعالى .

                                                                      ثم قال : والفرق بين المداراة والمداهنة أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا ، وهي مباحة ، وربما استحبت ، والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له من دنياه حسن عشرته والرفق في معاملته ومع ذلك فلم يمدحه بقول فلم يناقض قوله فيه فعله ، فإن قوله فيه حق وفعله معه حسن عشرة ، فيزول مع هذا التقرير الإشكال بحمد الله تعالى كذا في فتح الباري .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والترمذي . وهذا الرجل هو عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وقيل هو مخرمة بن نوفل الزهري والد المسور بن مخرمة رضي الله عنه .

                                                                      ( الذين يكرمون ) : بصيغة المجهول من الإكرام ، أي يكرمهم الناس ويوقرونهم ( اتقاء ألسنتهم ) : بالنصب مفعول له ليكرمون ، أي لأجل اتقاء ألسنتهم .

                                                                      قال المنذري : ذكر يحيى بن سعيد القطان أن مجاهدا لم يسمع من عائشة . وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما حديث مجاهد عن عائشة .




                                                                      الخدمات العلمية