الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ قلب السند عمدا وأقسامه ] : ( وقسموا ) أي : أهل الحديث ( المقلوب ) السندي خاصة لكونه الأكثر ، كاقتصارهم في الموضوع على المتني ; لكونه الأهم .

( قسمين ) عمدا وسهوا ، والعمد ( إلى ) قسمين أيضا منه ( ما كان ) متنه ( مشهورا براو ) كسالم ( أبدلا بواحد ) من الرواة ( نظيره ) في الطبقة كنافع ( كي يرغبا فيه ) أي : في روايته عنه ، ويروج سوقه به ( للإغراب ) بالنقل ( إذا ما استغربا ) ممن وقف عليه ; لكون المشهور خلافه .

وممن كان يفعله بهذا المقصد على سبيل الكذب حماد بن عمرو النصيبي ، أحد المذكورين بالوضع ، كما وقع له ; حيث روى الحديث المعروف بسهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رفعه : إذا لقيتم المشركين في طريق ، فلا تبدءوهم بالسلام عن الأعمش عن أبي صالح ; ليغرب به ، وهو لا يعرف عن الأعمش كما صرح به العقيلي ، وقد قيل في فاعل هذا : يسرق الحديث ، وربما [ ص: 337 ] قيل في الحديث نفسه : مسروق .

وفي إطلاق السرقة على ذلك نظر ، إلا أن يكون الراوي المبدل به عند بعض المحدثين منفردا به ، فيسرقه الفاعل منه ، وللخوف من هذه الآفة كره أهل الحديث تتبع الغرائب كما سيأتي في بابه إن شاء الله .

( ومنه ) وهو ثاني قسمي العمد ( قلب سند ) تام ( لمتن ) فيجعل لمتن آخر مروي بسند آخر بقصد امتحان حفظ المحدث واختباره ، هل اختلط أم لا ؟ كما اتفق لهم مع أبي إسحاق الهجيمي حين جاز المائة ، كما سيأتي في آداب المحدث إن شاء الله ، وهل يقبل التلقين الذي هو قبول ما يلقى إليه ; كالصغير من غير توقف أم لا ؟ لأنه إن وافق على القلب فغير حافظ أو مختلط ، أو خالف فضابط .

التالي السابق


الخدمات العلمية