الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1111 - ( 3 ) - حديث : { أنه قال لضباعة بنت الزبير : أتريدين الحج ؟ فقالت : أنا شاكية فقال : حجي واشترطي }. - الحديث - متفق عليه من حديث عائشة ، ولمسلم عن ابن عباس نحوه ، ولأبي داود والترمذي ، والنسائي { أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أريد الحج أفأشترط ؟ قال : نعم قالت : كيف أقول ؟ قال : قولي : لبيك اللهم لبيك ، محلي من الأرض حيث تحبسني ، فإن لك على ربك ما استثنيت }. لفظ النسائي ، وصححه الترمذي ، وأعل بالإرسال ، وزعم الأصيلي أنه لا يثبت في الاشتراط حديث ، وهو زلل منه عما في الصحيحين . وقال الشافعي : لو ثبت حديث عائشة في الاستثناء لم أعده إلى غيره ، لأنه لا يحل عندي خلاف ما ثبت عن النبي [ ص: 549 ] صلى الله عليه وسلم ، قال البيهقي : قد ثبت هذا الحديث من أوجه ، وقال العقيلي : روى ابن عباس قصة ضباعة بأسانيد ثابتة جياد وأخرجه ابن خزيمة من حديث ضباعة نفسها ، ومن حديث أنس ، وجابر ، ورواه البيهقي وأدرج أيضا عن ابن مسعود ، وعائشة ، وأم سليم الاشتراط .

( تنبيه ) :

قوله : محلي هو بكسر الحاء ، وضباعة بضم المعجمة بعدها موحدة ، وقال الشافعي : كنيتها أم حكيم ، وهي بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم ، أبوها الزبير بن عبد المطلب بن هاشم ، ووهم الغزالي فقال : الأسلمية ، وتعقبه النووي وقال : صوابه الهاشمية .

( فائدة ) :

كان ابن عمر ينكر الاشتراط ، فتمسك به من لم يقل بالاشتراط ، ولا حجة فيه لمخالفة الأحاديث الثابتة ، وادعى بعضهم أن الاشتراط منسوخ ، روي ذلك عن ابن عباس أيضا ، لكن فيه الحسن بن عمارة وهو متروك .

التالي السابق


الخدمات العلمية