الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            1000 - ( وعن عكرمة عن ابن عباس قال : { ليست ص من عزائم السجود ، ولقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد فيها } . رواه أحمد والبخاري والترمذي وصححه ) .

                                                                                                                                            1001 - ( وعن ابن عباس { : أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في ص وقال : سجدها داود عليه السلام توبة ، ونسجدها شكرا } رواه النسائي ) .

                                                                                                                                            1002 - ( وعن أبي سعيد قال { : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ص ، فلما بلغ السجدة نزل سجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها ، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هي توبة نبي ، ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود فنزل فسجد وسجدوا } . رواه أبو داود ) .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الحديث الأول أخرجه أيضا النسائي ، والحديث الثاني أخرجه أيضا الشافعي في الأم عن ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة . وأخرجه أيضا عن سفيان عن عمر بن ذر عن أبيه . قال البيهقي : وروي من وجه آخر عن عمر بن ذر عن أبيه عن ابن جبير عن ابن عباس وليس بالقوي . قال الحافظ : وقد رواه النسائي من حديث حجاج بن محمد عن عمر بن ذر موصولا . ورواه الدارقطني من حديث عبد الله بن بزيع عن عمر بن ذر [ ص: 119 ] نحوه . وأعله ابن الجوزي به ، يعني عبد الله بن بزيع وقد توبع ، وصححه ابن السكن . والحديث الثالث سكت عليه أبو داود والمنذري ، ورجال إسناده رجال الصحيح . وأخرجه أيضا الحاكم ، وذكر البيهقي عن جماعة من أنهم سجدوا في ص قوله : ( ليست من عزائم السجود ) بالعزائم : ما وردت العزيمة في فعله كصيغة الأمر مثلا بناء على أن بعض المندوبات آكد من بعض عند من لا يقول بالوجوب . وقد روى ابن المنذر وغيره عن علي عليه السلام : أن العزائم حم والنجم واقرأ والم تنزيل . قال الحافظ في الفتح : وإسناده حسن قال : وكذا ثبت عن ابن عباس في الثلاثة الأخر . وقيل : الأعراف وسبحان وحم والم ، أخرجه ابن أبي شيبة قوله : ( ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها ) في البخاري في تفسير ص من طريق مجاهد عن ابن عباس ، وكذا لابن خزيمة أنه سأل ابن عباس : من أين أخذت السجود في ص فقال : من قوله تعالى: { ومن ذريته داود وسليمان } إلى قوله : { فبهداهم اقتده } ففي هذا أنه استنبط مشروعية السجود فيها من الآية ، والذي في الباب يدل على أنه أخذه عنغ النبي صلى الله عليه وسلم ولا تعارض بينهما لاحتمال أنه استفاده من الطريقين ، وإنما لم تكن السجدة في ص من العزائم لأنها بلفظ الركوع ، فلولا التوقيف ما ظهر أن فيها سجدة قوله : ( سجدها داود توبة ونسجدها شكرا ) استدل به الشافعي على أنه لا يشرع السجود فيها في الصلاة ، لأن الشكر غير مشروع فيها .

                                                                                                                                            وكذلك استدل من قال بأن السجود فيها غير مؤكد بحديث أبي سعيد المذكور في الباب ، لأن الظاهر من سياقه أنها ليست من مواطن السجود لقوله صلى الله عليه وسلم : { إنما هي توبة نبي } ثم تصريحه بأن سبب سجوده تشزنهم للسجود قوله : ( تشزن الناس ) بالشين المعجمة والزاي والنون . قال الخطابي في المعالم : وهو من الشزن : وهو القلق : يقال : بات على شزن : إذا بات قلقا يتقلب من جنب إلى جنب ، استشزنوا : إذا تهيئوا للسجود .




                                                                                                                                            الخدمات العلمية