الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4198 - وعن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه " . رواه البخاري .

التالي السابق


4198 - ( وعن المقدام ) : بكسر أوله ( بن معدي كرب - رضي الله عنه - ) : سبق ذكره ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " كيلوا طعامكم يبارك لكم ) : بصيغة المفعول ، وفي رواية الجامع بزيادة " فيه " . قال المظهر : الغرض من كيل الطعام معرفة مقدار ما يستقرض الرجل ويبيع ويشتري ، فإنه لو لم يكل لكان ما يبيعه ويشتريه مجهولا ، ولا يجوز ذلك ، وكذلك لو لم يكل ما ينفق على عياله ربما يكون ناقصا عن قدر كفايتهم ، فيكون النقصان ضررا عليهم ، وقد يكون زائدا على قدر كفايتهم ، ولم يعرف ما يدخر لتمام السنة ، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكيل ليكونوا على علم ويقين فيما يعملون ، فمن راعى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجد بركة عظيمة في الدنيا وأجرا عظيما في الآخرة ، فإن قلت : كيف التوفيق بين هذا وما روي عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما لي شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف ، وكنت آكل منه مدة ، فكلته فذهبت بركته ؟ ، قلت : الكيل عند البيع والشراء مأمور به لإقامة القسط والعدل ، وفيه البركة والخير ، وعند الإنفاق إحصاؤه وضبطه ، وهو منهي عنه ، قال - صلى الله عليه وسلم : " أنفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا " . ( رواه البخاري ) : وكذا أحمد ، ورواه البخاري في تاريخه ، وابن ماجه عن عبيد الله بن بسر ، وأحمد وابن ماجه عن أبي أيوب ، والطبراني عن أبي الدرداء . ورواه ابن النجار عن علي - رضي الله عنه - ولفظه : " كيلوا طعامكم ، فإن البركة في الطعام المكيل " .




الخدمات العلمية